أعلن الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك أن اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري «مثّل صدمة للعالم مباشرة، وأنه لا يمكن أن يبقى من دون عقاب». كلام شيراك جاء خلال الذكرى الخامسة للاغتيال أحياها «تيار المستقبل» في معهد العالم العربي في باريس في حضور السيدة نازك الحريري، النائب الأوروبي دومينيك بوديس، الوزيرة الفرنسية فاضلة عمارة ومدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية باتريك باولي، وممثل عن رئيس مجموعة حزب الغالبية اتحاد الحركة الشعبية جان فرانسوا كوبي، والنائب الفرنسي اللبناني الياس عبود نائب منطقة أيرو وسفيرة لبنان لدى «يونيسكو» سيلفي فضل الله، والسفير اللبناني السابق جوني عبدو، والوزير اللبناني السابق شارل رزق والمحامي بازيل يارد. وأكد شيراك أن المحكمة الدولية التي أُنشئت تعمل كي تنتصر الحقيقة والعدالة، وأن من المهم دعم عملها والانتظار مع أمل كبير في نتائج أعمالها. وأملَ شيراك أن ينجح رئيس الحكومة سعد الحريري في مسؤولياته، وأن يضعها لخدمة استقرار وسيادة لبنان ووحدته والمبادئ التي مثلت نهج والده «صديقي الرئيس رفيق الحريري». ثم ألقت السيد هند رفيق الحريري كلمة قالت فيها بعد تعازيها لأهل ضحايا الطائرة الإثيوبية المنكوبة «والدي قُتل بسبب رؤيته للبنان قوي ومستقر». وأضافت: «للأسف عندما كان رفيق الحريري يرسم خريطة للبنان كبير وجديد في تاريخه، كان هناك من يقوم بمخطط آخر يرسم لشرق أوسط يغيب عنه السلام والاستقرار». وتابعت: «ان 14 شباط (فبراير) 2005 كان تاريخ نهاية كل تطلعاتنا الطموحة لتحقيق حلم رفيق الحريري». وقالت: «عرف المجرمون ماذا كانوا يفعلون فلم ينجحوا فقط في اغتيال رمزنا القائد الكبير لهذا النهج الطموح ولكنهم نجحوا أيضاً في تفريقنا وتقسيمنا فكان هذا هدف استراتيجيتهم، فبدل من أن نتوحد باسم قضية واحدة تمثل كل الشعب اللبناني اخترنا الانقسام وكلنا تحت السقف نفسه وننتمي الى عائلة واحدة وهي لبنان، وسنحتاج الى بعضنا بعضاً عاجلاً أم آجلاً ولذا ينبغي أن نعمل بقوة لكسب الثقة المتبادلة». وأضافت: «أقترح أن نسامح بقدر ما قلوبنا قوية لتسامح وألاّ ننسى يوماً ماضينا المشترك». وتساءلت إذا كان دم الحريري وكل الضحايا الشهداء هُدِر من دون جدوى وألاّ نعطي أملاً لمستقبل أولادنا. لقد حان الوقت أن نجتمع ونتوحد ولنبدأ بالنيات الصحيحة لبناء دولة سوياً». وقالت: «العدالة والمحكمة الدولية لوالدنا ستستمر وتأخذ مجراها وإن شاء الله ستظهر الحقيقة، وأنا مقتنعة أن المجرمين سيحاسبون في الآخرة»...