تشهد البحرين معارض فنية محلية وعربية من بينها المعرض الفردي للفنان السوداني محمد عمر خليل الذي تنظمه قاعة البارح في مركز «سيتي سنتر» على أن ينتقل في ما بعد الى قاعتها. وثمة معرض لمنحوتات فؤاد البنفلاح يقيمه في قاعة جمعية البحرين للفنون التشكيلية ومعرض «مؤسسو ورواد الصحافة في البحرين» في مركز الفنون ومعرض «جذور» للفنانتين مها الصحاف ومريم حاجي. وتقدم الفنانتان في معرضهما حالات إنسانية تعودان فيها الى مواقف تشكل نقاطاً في تكوينهما، وهما تطرحان من خلال عنوان المعرض(جذور) مواضيعهما للتعبير عن صورة ماضوية تستعيد صوراً خيالية، تختلفان في تناولها ومعالجتها وفق صورة - ربما - متشكلة باطناً كحالة نفسية يعتريها الخوف أو الانتقام (مريم) أو في صورة حلمية تعود الى الطفولة (مها). يركز المعرض كما يشير تقديمه « على الممارسة التقليدية داخل الساحة الفنية المعاصرة الحالية. يشتق هذا المعرض المشترك من جذور حياة الفنانة، ومجسداً انعكاس الأعماق التي كان للبحرين تأثير في ممارستها. يأتون من أصولهم للتجلي في الرسومات واللوحات. لم يقصد من هذا المعرض الحكم على العمل الفني من خلال البناء الموضوعي، ولكن لربط بعضها ببعض من خلال تبسيط الفكرة من وجهة النظر الفردية لكل فنان عن الغطاء الواضح». انشغلت كل من الفنانتين في عملية التعبير على نحو أعمق لكونهما تبحثان عن تفسيرهما الشخصي للجذور. وقد حاولتا أن تكشفا أفكارهما التي تم اتخاذها من جزيئات في ذاكرتهما، ليتم العثور عليها وإفرازها في بعد مختلف. اكتشفت مها الصحاف أصولها في أفراد أسرتها من خلال عدسة مشوشة للذاكرة، بينما وجدتها مريم حاجي من خلال تحويل حياتها إلى الأساطير. ففي بعض الأعمال نجد حالة من رد الفعل الانتقامي الذي يقتل ويخطف ويعمي، فالأسود بمكوناته ودلالاته والعناصر بحدتها ومساحة اللوحة أيضاً كلها تمنح العمل هيبته وقوته على ان الفنانة هنا توجز في عناصرها لكنها تفصل في مقاطعها للتأثير في المشاهد بل وإثارته، على انها في أعمال أخرى اقل حدة من خلال لوحات اصغر مساحة وتحمل نفس الفانتازيا لكن حالة الرسم تأتي اكثر هدوءاً وأقل شحناً، أما أعمال مها الصحاف فتنتقل بين أماكن تتخيلها وهي تعيد صياغتها وتلويناتها لتحملنا الى طفولة ترى وتحلم فوق الواقع، فالبحر والحديقة والسماء ليست أماكن للفسحة أو الاستمتاع فهناك إحالات على صور تشكلها ذاكرة متأثرة بالصور والدلالات. على ان القاعة شهدت قبل هذا المعرض فكرة فنية تطرحها هناء مال الله ضمن توجه مفهومي في علاقة الإنسان بموجوداته وأشيائه العادية البسيطة لكن تشكيلها الجمالي يضيف الى الفكرة تحققها الكاميرا الرقمية. يأتي معرض محمد عمر خليل السوداني الذي يدرّس الغرافيك ويعيش في الولاياتالمتحدة الأميركية ليرسم خط التواصل مع أعماله السابقة نازعاً الى خطين في هذا المعرض، فيستفيد من الخامات التي تمنحه المزيد من التعبير عن المتغير الإنساني والتمازج بين الحضارات والانحياز الى الحداثة الفنية بما يمكن وضعه في إطار العولمة. وفي المقابل يحافظ على موروثه الخاص وهو الذي لا يغفل البعد الثقافي والحضاري لتكوينه. تأخذنا الأعمال الى التقنيات الفنية من رسم وكتابة، وملصقات (كولاج) وتقنيات طباعية يحملنا من خلال تنوعها الى بعض التسميات التي تؤكد او تشير الى الصورة. فالفنان يطلق مدنه المغربية من خلال الصورة والمطبوعة والكتابة، هناك تسميات (مدن) تحملها كل لوحة وهو المشرف على مشاغل الحفر والغرافيك في موسم أصيلة الثقافي منذ قيامه في السبعينات. يشتغل فؤاد البنفلاح منحوتاته على الرخام الطبيعي أو الحجر، تتجه أعماله بحثاً عن حركة. فالقطعة الرخامية بكل ثقلها وشدتها يشتغلها لتحقيق نتيجة تحيل صلابتها الى رشاقة. يهتم ببعض الجوانب كالعلاقة بين الملامس الناعمة المشغولة بعناية كبيرة الى ترك اثر الرخام ساعياً الى التوسع في البحث في التقنية بناء على خبراته العائدة الى بداياته المبكرة في ممارسة عملية النحت بالخشب وتوظيف جذوع الأشجار الأكثر طواعية، وهو من خلال بعض المنحوتات الخشبية أقام معرضاً فردياً 2007 ألحقه بمعرض آخر من الرخام في العام التالي يعتبره نقلة نوعية في تجربته النحتية. وشهدت البحرين في الفترة الأخيرة معرضاً للمصري محمد عبله في مقهى قاعة البارح يشتغل فيه على علاقة إنسانية بالحرف والكتابة، وفي القاعة نفسها كان المعرض المشترك للفنانين العراقيين مظهر احمد وفيصل لعيبي كما شهدت قاعة مركز الفنون معرضاً لعدد من الفنانين البحرينيين من أعضاء جمعية البحرين للفنون التشكيلية.