يصل الى دمشق غداً مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية السفير وليام بيرنز على رأس وفد يضم مسؤولين بينهم ممثلو مجلس الامن القومي والخارجية، في تدشين لنشاط ديبلوماسي مكثف تشهده العاصمة السورية في الايام المقبلة. ويضم الوفد المرافق لبيرنز في الزيارة التي تستمر يومين، كلاً من مسؤول الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي دانيال شابيرو ونائب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط في وزارة الخارجية مورا كونيللي التي كانت تعمل قائمة بالاعمال في دمشق. وكان مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية أعلن ان بيرنز سيلتقي الرئيس بشار الاسد ووزير الخارجية وليد المعلم «ما يعكس اهتمام واشنطن المستمر باستكمال الحوار مع الحكومة السورية في ما يتعلق بجميع جوانب العلاقات الثنائية». وكان المعلم التقى بيرنز على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك في أيلول (سبتمبر) الماضي وبحثا في «العلاقات السورية - الأميركية والجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدة لإعادة إطلاق المفاوضات لتحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط»، وذلك قبل ايام على قيام نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بأول زيارة لمسؤول سوري رفيع منذ عام 2004. وتتزامن زيارة الوفد الاميركي مع قدوم عدد من المسؤولين الاوروبيين. وأكدت مصادر ديبلوماسية اوروبية ان وزير الخارجية التشيخي يان كوهوت سيبدأ اليوم زيارة الى العاصمة السورية تستمر يومين قبل ان يتوجه الى بيروت لإجراء محادثات مع مسؤولين لبنانيين ولقاء نظيره النمسوي مايكل سبندبيرغ. وبالتوازي مع وجود وزير الخارجية النمسوي الذي يعقد مؤتمراً صحافياً مع المعلم السبت، يجري رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فييون محادثات مع كبار المسؤولين السوريين. وكان الاسد زار فيينا في نيسان (ابريل) الماضي وباريس في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ويتوقع ان ترمي زيارتا سبندبيرغ وفييون الى تطوير العلاقات الثنائية وترجمة العلاقات السياسية بتعزيز للتعاون الاقتصادي. وكان مقرراً ان تبدأ مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون جولة في المنطقة تشمل سورية منتصف الشهر الجاري. لكن مصادر ديبلوماسية قالت ان الزيارة أرجئت الى الشهر المقبل. ومن المقرر ايضاً ان يزور وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت دمشق في 27 الجاري. كما أفادت مصادر إعلامية ان كلاً من الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو والارمني سيرج سيركيسيان سيزوران سورية الشهر المقبل. ونقلت «الوكالة السورية للأنباء» (سانا) عن كوهوت قوله عشية وصوله الى دمشق ان «سورية دولة مهمة في الشرق الأوسط، ولا يمكن حل المشاكل القائمة والمتداخلة في المنطقة من دونها»، مشيراً الى ان براغ تدعو الى «ضرورة انسحاب إسرائيل من الجولان السوري المحتل وإعادته لسورية وفق قرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية». وأبدى «اهتمام تشيخيا بإحراز تقدم في موضوع السلام على جميع المسارات»، مشيراً الى ان إحياء المفاوضات غير المباشرة عبر الوساطة التركية «يمكنه أن يساعد في تحقيق ذلك». وأشار الى أن مجموعة من ممثلي الشركات التشيخية الهامة سترافقه في زيارته الرسمية لدمشق «ما يعتبر انعكاساً لاهتمام هذه الشركات بالسوق السورية، وتوافر الآفاق الإيجابية لعلاقات التعاون الاقتصادي»، والى ان البلدين وقعا قبل سنتين اتفاقية لدعم وحماية الاستثمارات وأخرى في شأن منع الازدواج الضريبي «ما منح العلاقات التجارية إطاراً قانونياً مهماً يضمن حقوق شركات ومؤسسات الطرفين ويساعد على زيادة وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما».