أثارت دعوة أطراف في مولدافيا إلى نشر صواريخ روسية في إقليم بريدنوستروفيه رداً على نيات نشر درع صاروخية أميركية في رومانيا، جدلاً جديداً حول خطط واشنطن خصوصاً بعدما دخلت كييف على الخط وأعلنت مصادر مقربة من الرئيس الأوكراني المنتخب فيكتور يانوكوفيتش أنه «لن يقف مكتوف الأيدي أمام تهديد أمن مواطني أوكرانيا». وتسارعت وتيرة التطورات رداً على إعلان رومانيا أخيراً عن نية واشنطن نشر درع صاروخية لمواجهة ما وصف بأنه «خطر الصواري الإيرانية على شرق أوروبا». وكانت موسكو أعربت بلهجة شديدة عن استيائها وقال مسؤولون روس إن «الدرع» الجديدة موجهة ضد روسيا، ولوحت باتخاذ تدابير رداً على المشروع. وفي أول مؤشر إلى تصاعد حجم المشكلة جاءت أمس، دعوة إقليم بريدنوستروفيه لنشر أنظمة صاروخية روسية متطورة من طراز «إسكندر» في الإقليم ل «حماية مولدافيا من الصواريخ الأميركية». ومعلوم أن هذا الإقليم الذي تقطنه غالبية روسية أعلن انفصالاً من جانب واحد عن مولدافيا، وتحافظ موسكو على تواجد عسكري محدود في الإقليم وهي تواصل في الوقت ذاته إقامة علاقات ودية مع مولدافيا. ونصت الدعوة التي لم تعلق الأوساط العسكرية الروسية عليها، على ضرورة نشر الصواريخ في الإقليم التزاماً بتعهد روسي بحماية مواطنيه من أي تهديد خارجي. وسارعت مولدافيا أمس، إلى التعليق على الدعوة بالإعراب عن «الأمل في أن تقوم موسكو بالتنسيق مع القيادة المولدافية قبل اتخاذ قرار نهائي في هذا الشأن». ولاحظ خبير روسي تحدثت إليه «الحياة» أمس أن دعوة بريدنوستروفيه «تحمل في طياتها تلميحاً روسياً مباشراً ورسالة موجهة إلى واشنطن بأن موسكو قادرة على الرد ونشر صواريخها في مناطق عدة في الفضاء السوفياتي السابق إذا دعت الحاجة». واللافت أن أوكرانيا دخلت على خط التطورات الأخيرة، وحذر النائب في كتلة الرئيس المنتخب يانوكوفيتش فاسيلي خارا من أن رومانيا بموافقتها على نشر صواريخ أميركية على أراضيها «تفتعل خطراً على أوكرانيا». وأضاف أن يانوكوفيتش «لن يقف مكتوف الأيدي عندما يتعرض أمن الأوكرانيين المقيمين في مولدافيا للتهديد». ومعلوم أن حوالى 100 ألف مواطن أوكراني يقطنون مولدافيا في مقابل 150 ألف روسي. وهاتان الجاليتان الأكبر والأكثر نفوذاً وتأثيراً بين الأقليات القومية في مولدافيا التي تعد أفقر جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق. وهي البلد الأكثر تضرراً في حال أقدمت واشنطن على تنفيذ خطتها بنشر «الدرع» في رومانيا.