الخرطوم - رويترز - حاصرت قوات الأمن المسلحة مئات المحتجين في جنازة طالب من دارفور قال زملاؤه انه تعرض للخطف والتعذيب وقتل على أيدي السلطات السودانية في قضية اثارت التوتر قبل الانتخابات. ونفت أجهزة الامن السودانية أي صلة لها بوفاة الطالب محمد موسى (23 عاما)الذي ذكر زملاؤه لرويترز انه خطف في الخرطوم يوم الاربعاء وعثر عليه مقتولا في وقت لاحق. وقال شاهد عيان من رويترز ان ما يزيد على ألف طالب وسياسي من أبناء دارفور واثنين على الاقل من مرشحي الرئاسة تجمعوا في الجنازة في ام درمان صباح اليوم حيث رددوا هتافات ولوحوا بلافتات. واحاط عشرات من أفراد قوات الامن المسلحين بمنزل أسرة الطالب حيث التف اقاربه حول جثمانه المسجى. وقال والده موسى عبد الله بحر الدين قبل ان تغلبه دموعه انه يريد العدالة من الحكومة من اجل ابنه مضيفا انه يريد ان يعرف من قتله. وتأتي الجنازة بعد ايام من بدء الحملة الانتخابية في أول انتخابات عامة تعددية في السودان منذ أكثر من ربع قرن ومن المقرر ان تجرى في ابريل نيسان. وأضحى صراع دارفور وصلاحيات اجهزة الامن السودانية من القضايا الرئيسية في الحملة الانتخابية التي يخوضها الرئيس عمر حسن البشير و11 مرشحا آخر. واستقبل ياسر عرمان مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان في انتخابات الرئاسة بهتافات تدعوه لان يقود البلاد نحو التغيير عند وصوله إلى منزل الطالب مع اثنين من مرشحي الحركة في الانتخابات التشريعية. وقال عرمان إن مقتل موسى جريمة لم ترتكب في قرية نائية في ريف دارفور بل في قلب العاصمة على بعد بضعة كيلومترات من قصر الرئاسة ولابد من التحقيق فيها. وندد بالإجراءات الأمنية المشددة في الجنازة وبمشروع قانون جديد خاص بالأمن يعطي أجهزة البحث والتحري صلاحيات واسعة في الاعتقال والاحتجاز. وذكر شاهد عيان من رويترز أنه وقعت مواجهة حادة حين اعترضت قوات الأمن موكب الجنازة عند تحركه نحو مقابر شهيرة في أم درمان حيث كان مزيد من الطلاب يتجمعون. وأمر ضباط الشرطة مشيعي الجثمان بنقله إلى مقابر أصغر كثيرا قرب منزله تقع عند أطراف أم درمان على بعد نحو 45 كيلومترا من وسط الخرطوم. وصرح ضباط شرطة لرويترز يوم السبت بأنهم عثروا على جثة الشاب في الشارع ونفوا أنه قبض عليه في أي وقت. وقال مصدر أمني "نحن نعتبر هذه جريمة عادية." وقال طلاب في جامعة الخرطوم تجمعوا حول المشرحة التي نقلت إليها جثة موسى في وقت سابق هذا الاسبوع انهم شاهدوا الجثة وإن يديه محروقتان وفي رأسه وجسده آثار ضرب وجروح قطعية وتورم وملابسه غارقة في الدماء. وحملوا حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يرأسه البشير المسؤولية عن خطفه وقالوا إن السلطات السودانية تستهدف الطلاب الدارفوريين وتضربهم بشكل متواتر. وتقول المعارضة السودانية انه لا يمكن اجراء انتخابات يوثق بها في ابريل نيسان ما دام الصراع مستمرا في دارفور التي ما زالت تخضع لقانون الطواريء وتشهد اشتباكات متفرقة بينما يعيش اكثر من مليونين من أبنائها في مخيمات النازحين.