يستقبل المتحف المصري الكبير زواره مطلع 2012، وهو أكبر مشروع ثقافي في العالم ونموذج رائد لعمارة المتاحف، ويضم أكبر مجموعة من التحف الفرعونية تصل الى حوالى 100 ألف قطعة أثرية منها تمثال رمسيس الثاني ومركب الشمس ومحتويات مقبرة توت عنخ أمون. أقيم المتحف على مساحة 117 فداناً بالقرب من هضبة الإهرامات على طريق القاهرة - الإسكندرية، وقدرت كلفته بنحو 550 مليون دولار أميركي يمولها قرض ياباني قيمته 300 مليون يورو والباقي يتم توفيره من المجلس الأعلى للآثار إلى جانب حملة التبرعات المحلية والدولية التي أطلقها أخيراً وزير الثقافة المصري. وقال وزير الثقافة المصري فاروق حسني ل «الحياة» إن المرحلة الثالثة والأخيرة سيتم الانتهاء منها خلال 26 شهراً من الآن ليكون المتحف جاهزاً لاستقبال زواره منتصف عام 2012، موضحاً أن الشركة التي تم التعاقد معها تتولى أعمال الإشراف والإدارة خلال تنفيذ المرحلة الثالثة والأخيرة من المشروع. وتشمل هذه المرحلة تهيئة الموقع وإقامة المبنى الرئيسي للمتحف، ومن المتوقع الانتهاء منها مع نهاية العام المقبل ليبدأ بعد ذلك تنفيذ سيناريو العرض المتحفي لحوالى 100 ألف قطعة أثرية يحويها المتحف تمثل تطور الحضارة الفرعونية. ووصف حسني المتحف الكبير بأنه أكبر مشروع ثقافي في العالم وسد عالي ثقافي كبير يحقق حلم المصريين. وقال الوكيل الأول لوزارة الثقافة والمشرف على تنفيد المشروع فاروق عبد السلام إنه تم الانتهاء من أعمال المرحلة الثانية لمشروع المتحف المصري الكبير والتي شملت المركز الدولي للترميم ووحدة ضخمة للإطفاء ومحطتي محولات لتوفير الطاقة الكهربائية اللازمة وتركيب الأجهزة والمعدات الحديثة التي تم استيرادها من الخارج خصيصاً لهذا المشروع، وتقدر كلفتها ب 300 مليون جنيه. ويمثل مشروع المتحف نموذجاً رائداً لعمارة المتاحف، إذ يضم أكبر مجموعات التحف الفرعونية في العالم .وتبلغ مساحة المباني نحو 120 ألف متر مربع. كما يشمل 25 فداناً من الخدمات والحدائق العامة والمناطق الترويحية متاحة على مدار 24 ساعة يومياً بما فيها من متنزهات مشكلة من الكثبان الرملية وحدائق منسقة بالنباتات والزهور الفرعونية وحديقة المعابد التي تحتوي على التماثيل الفرعونية الكبيرة. ومن المتوقع أن يصل عدد زوار المتحف إلى 5 ملايين سائح سنوياً بمعدل 15 ألف زائر يومياً على ان يرتفع هذا العدد بعد سنتين الى 8 ملايين سائح. وهو يتميز بأحدث الأساليب التكنولوجية للعرض المتحفي والثقافي، متجاوباً مع متغيرات التكنولوجيا والاتصالات في الألفية الجديدة ليكون الأول من نوعه في استخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضي في العرض.br / علي صعيد آخر، سيكون المتحف مركزاً عالمياً للاتصالات المتحفية عن طريق استخدام شبكات الأقمار الصناعية في الاتصال المباشر مع المتاحف المهمة عالمياً ومحلياً، كما سيشمل متحفاً للأطفال يخاطب كل المراحل العمرية لتربية الأجيال الجديدة أثرياً وثقافياً، إضافة إلى قاعات وعروض متحفية مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة. ويضم المتحف مركزاً للمحاضرات والعروض المسرحية والأوبرالية، ومركزاً عالمياً للبحوث العلمية وتدريب الكوادر البشرية العاملة في مجال المتاحف والفصول التعليمية لتدريس تاريخ وفنون الحضارة القديمة، وورشاً للحرف والصناعات اليدوية التي اتقنها الفراعنة. كما يضم أكبر مكتبة متخصصة في علم المصريات. من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة شركة هيل العالمية المهندس رؤوف غالي إنه يشعر بالفخر لاختيارهم مع بيت الخبرة الاستشاري «ايهاف» لتقديم خدماتهم لمثل هذا المشروع القومي المهم والفريد من نوعه.