يعيش أهالي المدينةالمنورة بين مطرقة موجة البرد التي تجتاح منطقتهم حالياً، وسندان ارتفاع أسعار وسائل التدفئة المختلفة، بدءاً من الفحم الذي زادت أسعاره بنسبة 70 في المئة مقارنة بوضعها العام الماضي، مروراً بالسخانات والدفايات التي تجاوزت الزيادة في أسعارها 50 في المئة، فيما لم يجد السكان أمام زمهرير الشتاء وسخونة الأسعار سوى مطالبة الجهات بالتدخل لضبط التجاوزات التي تحدث نتيجة استغلال «الحطابين» وملاك المتاجر حاجة الأهالي المتزايدة للدفء. وقال المواطن على السنوسي: «لم نكن ندرك أن تضرب موجة البرد القارس المنطقة، لاسيما بعد مرور فترة طويلة على دخول الشتاء»، معتبراً انخفاض درجة الحرارة من شأنه أن يقلل من تمتع الأهالي بإجازة منتصف العام الدراسي، «التي تسمى إجازة الربيع فيما الأخير منها براء». وذكر أنهم باتوا يجدون صعوبة بالغة في توفير وسائل التدفئة، لاسيما مع استغلال الكثير من التجار للوضع، برفع أسعارها، مطالباً من الجهات المختصة التدخل لإعادة الأمور إلى نصابها، ومعاقبة كل من يرفع الأسعار من دون مبرر. في المقابل، أرجع تاجر الحطب سالم القحطاني ل«الحياة» ارتفاع أسعار الحطب هذا العام إلى قلة العرض وزيادة الطلب، منوهاً إلى أن الطلب يزداد على الأنواع الجيدة والتي يبرز منها حطب السمر. فيما أكد التاجر محمد الحربي أن سوق الحطب هذا العام شهدت نمواً في الإقبال بزيادة 20 في المئة مقارنة بالأعوام السابقة، مرجعاً ذلك إلى موجة البرد التي تجتاح المنطقة حالياً، موضحاً أن الأهالي يقبلون على الفحم المحلي لاسيما «سمر» المدينة والأفلاج أكثر من إقبالهم على القادم من الصومال أو اليمن. وتساءل المواطن سعيد المطرفي عن أسباب ارتفاع أسعار السخانات والدفايات وصعودها إلى مبالغ خيالية، مؤكداً أنه صرف النظر عن شرائها بعد أن زادت أسعارها بنسبة تزيد على 50 في المئة، لافتاً إلى أنه يفضل اقتناء الدفايات لسهولة نقلها من موقع لآخر. وذكر أن سكان القرى يفضلون الدفايات التي تعمل بالغاز، تليها الدفايات الكهربائية التي تعمل بالماء والزيت والفريون، واصفاً النوع الأخير ب«الآمن». بدوره، عزا مسؤول مبيعات الأجهزة المنزلية في إحدى الشركات عاصم كيال ارتفاع أسعار الدفايات والسخانات إلى أن غالبية الشركات العالمية رفعت أسعارها، مشيراً إلى أن شركته باعت أكثر من ألف جهاز تدفئة خلال الأيام القليلة الماضية. وتوقع استمرار ارتفاع المبيعات خلال الأسابيع المقبلة، بفعل زيادة الطلب الحالية، موضحاً أن سلعته تعتبر موسمية والإقبال عليها يكون في فترة محدودة من العام. وأفاد أن الموسم الحالي أفضل من الماضي في مبيعات الدفايات والسخانات، لافتاً إلى أن التقديرات تتوقع أن يصل حجم المبيعات منها في المدينةالمنورة خلال الموسم الحالي إلى 100 مليون ريال.