في حادث لافت، قُتل قائد كبير في «الجيش السوري الحر» بتفجير سيارته في جنوبتركيا أمس، في وقت نجحت قوات المعارضة السورية في استعادة زمام المبادرة في سهل الغاب بمحافظة حماة وطردت قوات النظام من بلدات عدة، فيما دارت معارك عنيفة على أسوار مطار أبو الظهور العسكري أحد آخر مواقع النظام في محافظة إدلب الاستراتيجية. وبالتزامن مع ذلك، تواصلت المعارك في الزبداني، وسط معلومات عن مكمن نصبه تنظيم «داعش» للجيش النظامي الذي يحاول منذ أسابيع، بمساعدة «حزب الله»، طرد المعارضة من هذه المدينة المهمة قرب الحدود السورية - اللبنانية. ونقلت وكالة الأناضول أمس عن إيرجان توباجا، محافظ هاتاي (جنوب)، تأكيده وفاة جميل رعدون قائد «ألوية صقور الغاب» متأثراً بجروحه في المستشفى بعد انفجار سيارة مفخخة أمام منزله في أنطاكيا. ورعدون الذي انشق عن الجيش السوري كان يقود مجموعة معارضة غير إسلامية اطلق عليها «ألوية صقور الغاب» كونها تقاتل في سهل الغاب في شمال غربي سورية. ونقلت الأناضول عن توباجا أن الانفجار قد يكون نتيجة نزاع بين مجموعات مسلحة متنافسة، وإن القتيل كان مقيماً في تركيا منذ قرابة عام. أما وكالة دوجان التركية الخاصة للأنباء فقد ذكرت أن «صقور الغاب» تُعتبر واحدة من بين فصائل عدة تحارب تحت لواء «الجيش السوري الحر»، وأن رعدون كان نجا من هجوم مماثل في تركيا في نيسان (أبريل) الماضي. ونقلت «رويترز» عن أسامة أبو زيد الناطق باسم «الجيش الحر»، أن الألوية التي يقودها رعدون قاتلت ضد تنظيم «داعش» في محافظة حلب وضد قوات النظام في محافظتي إدلب وحماة. وتابع: «إنها (ألوية صقور الغاب) من الكتائب التي يصنّفها الغرب بوصفها معتدلة، لكنها لم تتلق تدريباً» عسكرياً نالته جماعات أخرى، على رغم إشارته إلى أنها حصلت على دعم عسكري من دول معارضة لنظام الرئيس السوري، بما في ذلك صواريخ مضادة للدبابات. في غضون ذلك، أشار «المرصد» إلى أن مروحيات النظام قصفت بستة براميل بلدة مضايا القريبة من الزبداني ما أدى إلى مقتل خمسة من عائلة واحدة (أب وأم وأطفالهما الثلاثة). وتابع أن القصف جاء في وقت كان «من المتوقع أن يدخل اتفاق وقف إطلاق نار حيز التنفيذ في منطقتي مضايا والزبداني وكفريا والفوعة، وينص على انسحاب آمن لمقاتلي الزبداني ومضايا، مقابل خروج نحو ألف مدني من بلدتي كفريا والفوعة اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية في ريف إدلب، وذك كمرحلة أولية للاتفاق، إضافة لإدخال مواد طبية وغذائية إلى كل من الزبداني ومضايا وكفريا والفوعة، وإخراج جرحى منها». ولاحقاً أصدر الشيخ ابو عدنان زيتون قائد «كتائب حمزة بن عبد المطلب» وهي إحدى الجماعات المسلحة في الزبداني «بيان توضيح» حول ما تردد عن التوصل إلى هدنة، وقال إن «المفاوضات ما زالت جارية» ويُنتظر أن يتم حسمها اليوم. على صعيد آخر، منعت شرطة «الحسبة» التابعة لتنظيم «داعش» في «ولاية الفرات» (منطقة الحدود السورية- العراقية بين البوكمال والقائم) ارتداء ما سمّته «اللباس الضيق» للذكور، قائلة «إن تقليد الكفّار في لباسهم نوع من أنواع التشبّه بهم» وهو أمر «مخالف للشرع»، كما جاء في تعميم وزعته الحسبة ونقل نصه «المرصد السوري لحقوق الإنسان».