هل انتهت أزمة اتحاد كتاب المغرب؟ يبدو الأمر كذلك. إذ اجتمع المجلس الإداري للاتحاد أخيراً بعد سنة من الشد والجذب بين الرئيس ومعارضيه، وأصدرَ بلاغاً ما أجمَلَ فيه ملاحظاته حول قضايا كثيرة، منها قبوله استقالة الرئيس السابق عبدالحميد عقار، وتأكيده «ضرورة عقد اجتماع استثنائي» لاحق للمجلس الإداري، من أجل ممارسة اختصاصاته، و«ترميم» عضوية المكتب التنفيذي، بعد استقالة الأعضاء الثلاثة، وكذلك تقديم مشروعيْ البرنامج الثقافي العام ومشروع الموازنة... واعتبر المجلس الإداري أنه سجل بإيجابية «ما أثارته المسألة التنظيمية التي عاناها المكتب التنفيذي من نقاشات صريحة، وحوارات غنية للكتّاب، الأمر الذي يُبرز مدى غيرة الجميع على اتحادهم، ومدى الحاجة الموضوعية إلى ممارسة نقد جماعي للتجربة، وذلك في أفق تطوير هياكل الاتحاد، وبرامجه»... انتهت إذاً، هذه الأزمة، التي أساءت كثيراً الى وضع الاتحاد وصورته، وسينتظر الشارع الثقافي أن يقترح المكتب الجديد للاتحاد أنشطة نوعية تمسح غبار هذه السنة البيضاء، وتعيد الألق إلى صورة الاتحاد الذي أصبح وجوده موضع تساؤل كبير... أما الحدث، فهو «المعرض المغربي الدولي للكتاب» الذي ينطلق اليوم في الدارالبيضاء، وقد بادر الكثير من المؤسسات إلى الإعلان عن أنشطة مهمة خلاله. واللافت أن المعرض يكرم هذه السنة في دورته السادسة عشرة كتاباً مغاربة مقيمين في الخارج مثل الطاهر بن جلون وكبير مصطفى عمي، إضافة الى أسماء أخرى. ويشارك في المعرض نحو أربعين بلداً من خلال خمسمئة دار نشر و720 عارضاً. ويحمل المعرض شعار «القراءة مفتاح مجتمع المعرفة» وقد وجهت دعوات للمشاركة الى ما يزيد على مئة وخمسين من المغرب والعالم العربي وأوروبا وأفريقيا وأميركا بينهم كتّاب ونقاد فنيون ورسامون وباحثون. ويشير المكتب الإعلامي في المعرض الى أن هذه الشخصيات ستساهم في «الإضاءة على غنى الإرث الثقافي المغربي في الخارج من خلال تجاربهم». ويؤكد المكتب أن «هذه الدورة ستكرم وللمرة الأولى الكتّاب المغربيين المنتشرين في العالم من خلال الاحتفاء بثراء انتاجهم وتنوعه في مجالات العلوم الإنسانية والفلسفة والأدب وكل أساليب التعبير الفني». وكان وزير الثقافة المغربي بنسالم حميش صرّح في مؤتمر صحافي أن دورة 2010 من معرض الكتاب «ستشكل قفزة نوعية في تاريخ هذا الحدث الثقافي». واعتبر الوزير المنتدب المكلف شؤون الجالية المغربية في الخارج محمد عامر أن الاحتفال ب «المغربيين» في العالم جاء بنتيجة «تبدل جوهري عرفته هذه الجالية على المستوى الاجتماعي والفكري والمهني خلال العقود الماضية. وقد سمحت هذه التغيرات في انبثاق نخبة تلعب أدواراً أساسية في كل ميادين الحياة العامة في بلدان الاستقبال». وسوف يخصص جناح للكتّاب المغربيين في الخارج يضم أعمالاً غير منشورة لهم في اطار «مكتبة كبيرة للهجرة» تضم ما يزيد على 1200 كتاب. وستوجه تحية خاصة الى الكاتب الفرنسي جان جينيه المدفون في المغرب والى الكتّاب المغاربة ادريس شرايبي ومحمد خير الدين ومحمد لفتاح ومحمد باهي فضلاً عن ادموند عمران المالح. وسيشهد المعرض أكثر من 100 لقاء ثقافي من ضمنها ست أمسيات موسيقية ومسرحية فضلاً عن نشاطات للأطفال من محترفات ومسرحيات.