كابول، لندن، واشنطن، برلين – رويترز، أ ف ب - طالب مارك سيدويل الممثل المدني للحلف الاطلسي (ناتو) في أفغانستان أمس، سكان القرى المدنيين بملازمة منازلهم لدى شن آلاف من جنود الاجانب هجوماً ضخماً في منطقة مرجة المزدحمة بالسكان في ولاية هلمند (جنوب) خلال الايام المقبلة. وقال سيدويل، السفير البريطاني السابق لدى افغانستان: «وضعنا خططاً كافية لمساعدة مدنيين يفرون من المعارك وايوائهم»، لكنه أحجم عن اعطاء تفاصيل عن عدد النازحين الذي يمكن ان يساعدهم الحلف والسلطة الافغانية. وأوضح غولاب مانغال، حاكم هلمند، ان 164 أسرة نزحت من المنطقة خلال الايام القليلة الماضية، مشيراً الى تشكيل مفوضية قادرة على التعامل مع الازمة. لكن غالبية سكان المنطقة، الذين يقدر عددهم بحوالى مئة الف، بقيت في منازلها في مواجهة معركة يرجح ان تكون الاضخم منذ اطاحة نظام «طالبان» نهاية عام 2001. وتأمل الدول الغربية بأن تقنع النجاحات العسكرية هذه السنة مقاتلي «طالبان» بالقاء سلاحهم، وتدفع زعماءهم الى قبول اجراء محادثات. وعشية اطلاق الحملة العسكرية الواسعة، أفاد تقرير اعدته لجنة الدفاع في البرلمان البريطاني بأن «القوات المسلحة البريطانية تعمل بطاقتها القصوى، وهي منهكة وغير قادرة على الدخول في التزامات جديدة». ودعا التقرير الى «مرحلة استراحة، خصوصاً ان طياري القوات الجوية الملكية لم يستطيعوا التدرب بسبب انتشار الطائرات في الميدان. كما ان مستوى جاهزية القوات غير مرضٍ». وفي مقابلة مع شبكة «جي ام تي في» اعتبر رئيس اركان سلاح البر السابق الجنرال ريتشارد دانات انه يجب تعزيز القوات البرية بنسبة تراوح بين 10 و15 في المئة. الى ذلك، اعلن مسؤول اميركي رفض كشف اسمه ان بلاده تنوي ارسال مزيد من القوات الى شمال افغانستان الذي يخضع لقيادة الجيش الالماني، مشيراً الى ان فكرة هذا الانتشار المحتمل تبلورت بعد تصاعد الهجمات العنيفة التي يشنها متمردون في محيط قندوز ومناطق اخرى تخضع للقيادة الشمالية. وافادت وسائل اعلام المانية بأن حوالى 2500 جندي اميركي قد يرسلون الى الشمال، بينهم الف لتدريب القوات الافغانية، فيما صرح وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي بأن بلاده لم تحدد اطاراً زمنياً لسحب قواتها من افغانستان، ب «اعتباره يمكن ان يشجع المسلحين على تصعيد تمردهم». وقال الوزير في كلمة امام البرلمان الذي يبحث في مسودة قرار لارسال 500 جندي الماني اضافي الى افغانستان: «نريد بنهاية 2011 ان نكون حققنا تقدماً كافياً لخفض عدد قواتنا. وفي عام 2014، نريد ان ننجز هدف الرئيس الافغاني حميد كارزاي الخاص بنقل مسؤولية الامن الى الافغان في انحاء البلاد». واضاف: «هذا هدف واقعي سنعمل على تحقيقه، لكنه ليس موعداً محدداً للانسحاب» وتشكل القوات الالمانية التي تضم 4500 جندي ثالث اكبر قوة مشاركة في القوات الاجنبية البالغ عددها 110 آلاف مقاتل، بعد الولاياتالمتحدة وبريطانيا. على صعيد آخر، ارتفع عدد قتلى الانهيار الثلجي في ممر سالانغ الاثنين الماضي الى 160 شخصاً على الاقل، علماً ان الممر المرتفع يشهد حركة سير كثيفة على الطريق التي تصل كابول بشمال البلاد. وفي نيويورك، أفاد تقرير نشره مكتب الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة بأن جهود إثناء المزارعين الافغان عن زراعة الافيون فشلت السنة الماضية بعدما كان الخفض زاد عن الثلث عام 2007، وتوقعت الا تقل ايضا هذه السنة المساحة المخصصة لحقول الافيون. وقال رئيس المكتب انتونيو ماريا كوستا إن «تحقيق مزيد من الخفض يرتبط بتحسن الامن والتنمية والحكم في أفغانستان»، مضيفاً: «هناك ارتباط قوي بين التمرد والزراعة. يزرع الافيون في نحو 80 في المئة من القرى التي تعيش ظروفاً امنية صعبة، فيما يزرع فقط في 7 في المئة فقط من القرى التي لا تشهد اعمال عنف».