شغلت الحضارة الفرعونية في شكل عام واللغة الهيروغليفية في شكل خاص أذهان كثير من الباحثين، إلى أن استطاع جان فرانسو شامبليون عام 1822 فكّ شيفرة هذه اللغة القديمة. أما اليوم، فصار بإمكان الأطفال المكفوفين فكّ هذه الشيفرة وقراءتها من خلال كتاب أصدره متحف «لوفر» الفرنسي لتعليم الهيروغليفية من طريق ال «برايل». وأصدر المتحف كتاب «الهيروغليفية لغة الآلهة في مصر الفرعونية» عن دار «لا فيل» في باريس، بالاتفاق مع جمعية «ورشة سيشات». وشارك ألان جييه في التمويل وتنسيق المشروع وترجمة الكتاب الى العربية. وأرسلت نسخة من الكتاب إلى المتحف المصري وبالتحديد الى مدرسة الوعي الأثري للمكفوفين في المتحف والتي تهتم بتاريخ مصر القديمة، لأخذ الملحوظات وتعديل الكتاب حيث أبدى أعضاء المدرسة من المكفوفين آراءهم تحت إشراف المدير العام للمتحف المصري الدكتورة وفاء الصديق ومسؤول ذوي الحاجات الخاصة في متاحف المجلس الأعلى للآثار تهاني نوح ما استدعى تعديل نسخة الكتاب لتصل إلى شكلها النهائي الموجود حالياً في المتحف المصري، والذي وزّع بعض من نسخه على المكتبات المدرسية لذوي الحاجات الخاصة. وجاء في مقدمة الكتاب، أن هذا العمل صدر من أجل الأشخاص الذين يعانون من ضعف أو فقدان البصر لتعريفهم بالحضارة المصرية القديمة، كما تم نقل الكتابات إلى طريقة برايل. وشغلت الصور البارزة سواء أكانت فوتوغرافية أم هيروغليفية مكاناً متميزاً، إضافة الى مصاحبة القراءة رسوماً تم نقلها بالبارز ومن أجل إعطائهم كل المعلومات المطلوبة للفهم الجيد. كما زُوّد العمل بنص علمي كتبته عالمة في المصريات. ويبدأ الكتاب بصورة لخريطة مصر الفرعونية. ولعل أهم ما يحويه بعض الكتابات ووضع الحروف مستشهداً بالحروف الرمزية وبعض التصاريح الفرعونية مثل (لا توجد مهنة ليس لها رئيس إلا عمل الكاتب لأنه هو السيد لنفسه) فكما وضّح الكتاب كان المصريون القدماء يكتبون من اليمين إلى اليسار وبطريقة رأسية من أعلى إلى أسفل. كما أن كتاباتهم تأخذ شكلاً طولياً، موضحاً أيضاً أهم الحروف الصوتية كحرف (م) الذي يرمز إلى البومة. ووضح الكتاب أهم أدوات الكتابة والأسماء والصفات وتركيب الجمل بالهيروغليفية كالفعل، والفاعل، والمفعول به، وألقاب الملك، وتعليم الأرقام، وطريقة العدّ، وأخيراً التقويم.