طهران، بروكسيل – «الحياة»، أ ف ب، رويترز - شنت ايران امس، حملة لاذعة على وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي توعدت طهران ب»عقوبات قاسية جداً» اذا فشل الحوار معها حول برنامجها النووي. واعتبرت ايران تصريحات كلينتون «مؤشراً سيئاً» يستعيد خطاب الرئيس الاميركي السابق جورج بوش، ويمكن ان يقضي على أجواء التفاؤل حيال وجود تغيير في سياسة الادارة الاميركية الجديدة، واستعداد طهران لملاقاة واشنطن في هذا الشأن. وقال رئيس مجلس خبراء القيادة هاشمي رفسنجاني ان «ايران اعلنت دوماً انها على استعداد للتفاوض مع اميركا في ظروف عادلة ومتكافئة». واضاف في خطبة الجمعة ان الرسالة التي وجهها الرئيس الاميركي باراك اوباما الى الشعب الايراني لمناسبة رأس السنة الايرانية، «كانت لهجتها مقبولة على رغم انها تضمنت نقاطاً سلبية. لكن السيدة كلينتون تدلي بتصريحات مثيرة للاستغراب مثل تصريحات بوش، وتدعي بأنها تؤيد المفاوضات ولكنها تعد في الوقت ذاته بعقوبات مشددة وقاسية لفرضها على ايران. هذه اللغة غير ملائمة للوجه الذي يريدون أن يظهروه من أجل التغيير». واعتبر رفسنجاني تصريحات كلينتون «مؤشراً سيئاً، وهذا يظهر انهم يريدون التفاوض من اجل ضمان مصالحهم، في حين ان المفاوضات طريق ذو اتجاهين، يطرح خلاله الجانبان مطالبهما، فقد يتنازل الطرفان للوصول الى نقطة مشتركة. وعلى هذا الاساس على السيدة كلينتون الا تكرر هذه اللهجة، كي لا تقضي على المناخ الذي أصبح جاهزاً في إيران (للمحادثات)، بدرجة زادت أم قلّت». ورأى رفسنجاني ان مؤتمر مكافحة العنصرية الذي عُقد في جنيف شهد «فشل الغربيين في هذا الاختبار، واثبتت اجراءات ادعياء حقوق الانسان انهم لا يؤمنون بمكافحة العنصرية وان کلامهم مجرد شعارات، وهذه فضيحة کبرى». في بروكسيل، رد وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي على تصريحات نظيرته الاميركية، قائلاً: «نصيحتي للسيدة كلينتون هي ان تدرس بدقة النشاطات السلمية للبرنامج النووي الايراني». وقال متقي الذي شارك في العاصمة البلجيكية في مؤتمر الدول المانحة للصومال، ان الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا رحّب به خلال المؤتمر، لكنهما لم يجريا محادثات. واضاف: «نؤكد دائماً ونؤيد الحوار والمفاوضات القائمة على المنطق. نحتاج الى التحلي بالصبر لنرى كيف ستتطور الأمور». واشار متقي الى أن بلاده ردت ايجاباً على الدعوة التي وجهتها اليها الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا) لاستئناف الحوار حول برنامجها النووي. وقال ان طهران تُعدّ «رزمة اقتراحات جديدة نعتقد انها ستكون اساساً جيداً جداً للتعاون الثنائي على المستوى الدولي». في تونس، قال رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون إن باريس «قلقة جداً» حيال نية إيران امتلاك سلاح نووي. وأضاف أن فرنسا «تؤيد تشديد العقوبات على إيران إذا استمرت في نهجها للحصول على السلاح النووي. وإذا لم يتم الحوار معها، فسيكون تشديد العقوبات إلزامياً».