تكتمل أضلاع نصف نهائي كأس ولي العهد السعودي مساء اليوم، عندما يقام «دربي الرياض» بين النصر والهلال، والأنصار ونجران في ختام مواجهات دوري الثمانية.النصر – الهلال مواجهة ذات طابع ونكهة خاصة لدى عشاق الفريقين، ولها استعدادات مختلفة على الصعيدين الفني والإداري من كلا الطرفين حتى وأن حاولت الإدارتان إخفاء ذلك ووصفها بالمباراة الاعتيادية، إلا أنها موقعة ذات حسابات خاصة جداً، ويكفي ذكر اسم الفريقين لتأكيد حضور الإثارة والندية، إلى جانب الحضور الجماهيري الكثيف الذي يزيّن مدرجات الملعب، ويرفع الجهازان الإداري والفني حال الطوارئ مبكراً من أجل الإعداد الأمثل، كما أن الحضور الشرفي يزداد، والوعود بالمكافآت المجزية تنهال على اللاعبين من إدارة النادي وأعضاء الشرف، بغية التحفيز وشحذ الهمم، كما أن التصريحات النارية تشعل فتيل الإثارة، وترفع من درجة التحدي. وعلى الشق الفني، تبدو الكفتان متقاربة أكثر من ذي قبل بعد استعاد النصر هيبته الفنية في الموسم الحالي، وبات منافساً حقيقياً على البطولات كافة، لذا ستكون الموقعة حامية الوطيس والصراع سيبلغ ذروته طوال التسعين دقيقة إن لم تمتد إلى أبعد من ذلك، والهلال يحاول وضع يده على البطولة الثانية بعد أن ظفر ببطولة الدوري، ووسط هذه الطموحات تراجع أداء الفريق في المواجهات الأخيرة وباتت جماهيره قلقه على مشوار فريقه في البطولة، كما أن غياب الحارس المخضرم محمد الدعيع زاد من قلق الجماهير، ودائماً ما تكون أسلحة البلجيكي غيريتس الهجومية تبدأ من مناطق الوسط من خلال انطلاق السويدي ويلهامسون والبرازيلي نيفيز وأحمد الفريدي، فيما يكتفي الروماني رادوي وخالد عزيز بالمهام الدفاعية وإن كان الأول يتحرك في بعض الأحيان للمساندة الهجومية، ويعوّل عشاق الأزرق على ياسر القحطاني للوصول إلى الشباك الصفراء بعد أن عجز عن ذلك في المواجهات الأخيرة. وعلى الضفة الأخرى، تبدو الخطوط الصفراء أكثر ترابطاً وحماسة في الآونة الأخيرة، وتتركز القوة الحقيقية للفريق في مناطق الوسط بوجود المصري حسام غالي والأرجنتيني فيغاروا والمخضرم حسين عبدالغني والشاب إبراهيم غالب، ويعتمد المدرب الاورغوياني في مخططاته الهجومية على الهداف محمد السهلاوي صاحب الحضور التهديفي البارز في مواجهات الفريقين وكذلك سعد الحارثي، كما أن المهاجم ريان بلال ورقة مهمة يلوّح بها مدرب النصر دائماً وأبداً في الشوط الثاني، والأداء النصراوي يمتاز بالحماسة والقتالية، وهذا أكسبه أفضل النتائج في المباريات الأخيرة. الحسابات والتوقعات لا مكان لها في حضرة الهلال والنصر، إذ يصعب التكهن بهوية الفائز أو بالشكل الفني للمباراة، إذ تشكّل قمة خاصة لا يعرف طعمها الحقيقي سوى أنصار الفريقين، ولا شك في أن أهمية وحساسية الموقعة سترفع الإثارة إلى أعلى درجاتها منذ صافرة البداية، كما أن إدراك المدربين لضرورة تحقيق الفوز، سيجعل البحث عن هز الشباك، الهدف الأساسي في مخططات البلجيكي غيريتس والأورغوياني جورج دايسلفا. وتمتاز مواجهات الفريقين بالأداء السريع، وابتعاد اللاعبين عن الخشونة والبطاقات الملونة، والتفرغ للأداء الأفضل داخل المستطيل الأخضر، وعلى رغم التنافس المحموم والصراع الأزلي، إلا أن «دربي العاصمة» دائماً ما يأتي مثالياً وخالياً من الخروج عن النصوص الرياضية، وهذا ما يزيد من جمالية وروعة مباريات الهلال والنصر. الأنصار – نجران يتطلع كلا الطرفين إلى الاستفادة من الفرصة والوصول إلى أفضل مراحل المسابقة، وقدم الطرفان مستويات لافتة في الدور الأول، فنجران حقق المفاجأة وأقصى الاتحاد، فيما وصل الأنصار عبر بوابة الحزم. نجران أكثر خبرة من مضيفه في مواجهات خروج المغلوب، ويعتمد مدربه على حيوية الكونغولي ديبا صاحب الهدفين في مواجهة الاتحاد، إضافة إلى النيجيري موسى سليمان والمخضرم الحسن اليامي، كما أن الخطوط الخلفية متماسكة بشكل أكثر من جيد. أمام الأنصار فيستند إلى عاملي الأرض والجمهور لتحقيق إنجاز يسجل في صفحات التاريخ وأظهر قوة كبيرة في المباراة السابقة أمام الحزم، ولدى المدرب العديد من الأسلحة الهجومية للوصول إلى شباك الضيوف، ويظل العنصر الأهم المهاجم تركي الخضير صاحب الأربعة أهداف في المواجهة السابقة والأقرب إلى نيل لقب هداف المسابقة.