إنها أكبر قاتل للبشر. وتحصد أرواح مليوني إنسان سنوياً. ويقدّر أنها قتلت شخصاً من كل أربعة وُلدوا تحت القمر. ومع ذلك، تعاني بحوث أدوية علاج الملاريا (كحال بحوث لقاحاتها) من مشاكل تبدأ بقلة التمويل ولا تتوقف عند عدم اهتمام شركات الأدوية العملاقة بتطوير علاجات لمرض معظم المصابين به من الفقراء والمُعدمين والمحرومين من وسائل العيش اللائق والصحي. ويُضاف الى تلك المشاكل ان الطفيلي المُسبب للملاريا أظهر، ومنذ مدة غير قصيرة، مقاومة متصاعدة حيال الأدوية. وصار مستقراً في تفكير العلماء أن من الضروري التعمّق في فهم ذلك الطفيلي، من أجل صنع أدوية تقدر على ضربه والتغلّب على مقاومته. وفي هذا السياق، جاءت أخيراً بحوث فريق علمي متعدد الجنسيات، قاده جون دالتون، وهو اختصاصي في علم الطفيليات من جامعة "ماكغيل"، التي تركّزت على وضع خطة فعّالة للهجوم على طفيلي الملاريا القاتل. معلوم ان هذا الطفيلي يعيش في كريات الدم الحمر، ويحطمّها ويقتات بها ويتوالد بداخلها. وما ان تنفجر كرية دم حمراء، بأثر تكاثره ونموّه فيها، حتى ينتقل الى كرية أخرى. وهكذا دواليك... واستطاع فريق دالتون التعرّف على نوعين من الإنزيمات (وهي عناصر بيولوجية مُساعِدة) يستعملهما طفيلي الملاريا في تفكيك الكرية الحمراء التي يعيش فيها. وكذلك صنع نماذج ثلاثية الأبعاد من هذين الإنزيمين. وتفتح تلك الأمور الباب أمام صنع أدوية من نوع جديد، تستطيع مهاجمة الإنزيمين المذكورين، وإيقاف عملهما، ما يؤدي الى قطع الغذاء عن طفيلي الملاريا، ثم موته لاحقاً. للمزيد من المعلومات، يمكن الرجوع الى الموقع الإلكتروني للمجلة العلمية التي نشرت هذا البحث وهي "بروسيدنغز أوف ذي ناشيونال أكاديمي أوف ساينس" Proceedings of the National Academy of Sciences. ___________ * إعداد