أثارت فرضية تولي حمزة نجل الزعيم السابق لتنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن منصباً قيادياً في التنظيم الذي يقوده أيمن الظواهري تحليلات تتجه إلى ترجيح أن الظواهري لن يسمح بشيء من ذلك. وأشار متخصصون في تتبع التنظيمات الإرهابية إلى اعتراض الزعيم الجديد لحركة طالبان الملا أختر منصور على تزكية نجل الزعيم السابق للحركة الملا عمر خلفاً لوالده. وقالوا إنه مهما يكن طموح حمزة بن لادن (24 عاماً)، فإن وجوده خارج أفغانستان - أوصاه والده بالذهاب إلى قطر - يجعله أقل قدرة على التأثير في التنظيم الذي أسسه والده، فيما تكشفت الأوراق التي انتزعتها القوات الأميركية من مخبأ بن لادن الأب أن حكم التوريث كان يتنازعه اثنان من أنجال ابن لادن وليس حمزة وحده. وكان حمزة بن أسامة، ظهر أخيراً في تسجيل صوتي يدعو فيه مقاتلي تنظيم «القاعدة» إلى نقل المعركة من كابول وغزة وبغداد إلى واشنطن ولندن وباريس وتل أبيب. وفي الوثائق التي تركها والده رسالة بعثها إلى رئيس أركانه آنذاك، يستشيره - بحسب الرسالة رقم 19 - في شأن إسناد مهمات قيادية إلى ابنه حمزة، غالباً ما كانت حصراً على أسامة نفسه، أو قياديين بارزين في التنظيم، أمثال اليمنيين أنور العولقي وناصر الوحيشي. وكتب ابن لادن: «بدا لي أمر أحببت أن أشارككم فيه، وهو أن يذهب ابني حمزة إلى «قطر» فيطلب الفقه الشرعي وفقه الواقع، ويقوم بواجب توعية الأمة، وإيصال بعض ما نريد إيصاله لها، ونشر أفكار الجهاد وتفنيد الباطل والشُّبه التي تثار حول الجهاد ضمن الهامش المتاح هناك. ولا يخفى عليكم أن الأمة بحاجة للتماس معها والتحدث معها عن قرب ومعرفة بواقعها والمداخل التي ينبغي الدخول منها في إيصال المعلومة، في حين أن المجاهدين لا يتيسر لهم ذلك بشكل كبير، لبعدهم ومطاردة الكفر العالمي لهم، مما يفوت عليهم فرصة معرفة رغبات الأمة في الحديث وتلبيتها. إلا أن حمزة من المجاهدين ويحمل نفس أفكارهم وهمومهم، وفي نفس الوقت يستطيع التماس مع الأمة، حيث إنه تتعذر إدانته ومطالبة قطر بتسليمه لأنه دخل السجن وهو في سن الطفولة، فليس هناك أي قضية عليه». لكن بدا أن ما منع ابن لادن من تعيين حمزة خليفة له بشكل صريح قبل مقتله، هو منازعة أخيه خالد (من أرملته الدكتورة سهام الشريف) له في الاضطلاع بدور في قيادة التنظيم. ففي الوثيقة نفسها يرفق ابن لادن خطاباً موقعاً من ابنه (خالد)، يوجه فيه إعلام التنظيم بنشره، مما يعني طموح الاثنين إلى الزعامة. إلا أن مقتل خالد مع والده في أبوت آباد في أيار (مايو) 2011، رجح كفة حمزة (والدته الدكتورة خيرية صابر)، لكن وجوده في مكان آخر خارج أفغانستان، يعتقد أنه قطر، يجعل تأثيره أقل مما لو كان في أرض التنظيم (أفغانستان). غير أن الاختصاصيين في الحركات الجهادية، لا يتوقعون من أيمن الظواهري أن يفسح المجال لابن الزعيم السابق، حتى وإن كان حمزة يطمح فعلياً إلى خلافة والده، مثلما حدث مع نجل الملا عمر، الذي اعترض أمير طالبان الجديد الملا منصور على توريثه. وبين الوثائق التي عثر عليها في مخبأ ابن لادن تحمل رقم 10، وبدا فيها أسامة مهتماً بسلامة ابنه حمزة من الملاحقة الأمنية، ويدعو فيها فريقه في التنظيم إلى إبلاغ حمزة، رسالة مضمونها: «بلغنا أن حمزة أرسل إليكم أرقاماً لأخيه محمد، وأرفق معها رسائل محددة يتصل به أحد الإخوة ويبلغها له، فإن كان الاتصال لا زال جارياً فحبذا أن يتصل أحد الإخوة في الأماكن التي لا تخشون أمنياً من الاتصالات فيها، ويبلغ محمد بأن حمزة يخبره بأن والده يطلب منهم أن يذهب هو ووالدته وأخوته جميعاً بأسرع ما يمكن إلى قطر ويقيموا فيها إلى أن يأتي الفرج، وهو قريب بإذن الله، ويجتهدوا في طاعة الله وطلب العلم».