"رياح التوافق" في الساعات الأخيرة هبت على أجواء المعركة الانتخابية للجنة الأولمبية اللبنانية، التي كانت مدعوة جمعيتها العمومية السبت إلى الاقتراع للجنة تنفيذية جديدة طال انتظارها، ومطلوب منها التصدي لملفات كثيرة حتى انتهاء ولايتها بعد ألعاب دورة لندن عام 2012. ومن أجواء "معركة" تلوح في الأفق يحسمها تحالف جهتين سياسيتين من ثلاث هي "التيار الوطني الحر" وتيار المستقبل" و"حركة أمل"، علماً أن الصيغ السياسية وتدخلاتها ومفاعيلها والمحاصصات الطائفية وغيرها مخالفة للشرعة الأولمبية. لكن المخارج المناسبة على الطريقة اللبنانية جاهزة دائماً ومبررة. وفي إطار أجواء الانفتاح والتواصل والانفراجات السياسية السائدة، ارتأى أصحاب "الحل والربط" أن يتكرّس ذلك رياضياً، ضمن تسوية كانت "قاسية" على حلفاء وأصدقاء وفاجأت بعضهم، خصوصاً من ظن نفسه من الثوابت. وبالتالي اقتضى الحل "التضحية" ببعضهم. فكرّت سبحة الإنسحابات "صوناً للتوافق"، وبلغ عددها خمسة إنسحابات لرؤساء اتحادات السباحة والقوس والنشاب والسكواش والسلاح والبادمنتون. كما انسحب أمين السر العام في اتحاد كرة السلة المحامي غسان فارس وامتنع عن المشاركة في الاقتراع معتبراً تغييب كرة السلة عن اللجنة التنفيذية خسارة للجنة الأولمبية. وبدا جلياً من خلال لائحة الأسماء الباقية أن انسحاب مرشح واحد فقط يؤدي إلى فوز اللجنة التنفيذية الجديدة بالتزكية، غير أن ذلك لم يحصل فتمّ الاقتراع تحت أنظار موفدي اللجنة الأولمبية الدولية والمجلس الأولمبي الآسيوي حيدر فرمن وطه الكشري، اللذين أشرفا على سير العملية الانتخابية. وأدت التفاهمات وصيغ "التوافق" إلى فوز مليح عليوان (26 صوتاً)، هاشم حيدر (26)، سليم الحاج نقولا (26)، زياد ريشا (26)، عزت قريطم (25)، محمد مكي (25)، وجيه قليلات (25)، أنطوان شارتييه (25)، فرنسوا سعادة (24)، جورج زيدان (24)، رولا عاصي (24)، مازن رمضان (24)، جان همام (20)، وفاتشيه زادوريان (19). وخسر عبدالله شهاب بنيله 12 صوتاً. وانضم حكماً إلى اللجنة العتيدة عضو اللجنة الدولية رئيس اتحاد التزلج على الثلج طوني خوري (يحق له الاقتراع مرتين). وأسفرت جلسة توزيع المناصب عن تولي شارتييه الرئاسة، وعليوان نائباً أول للرئيس (بحسب الأقدمية) ، خوري نائباً ثانياً، حيدر نائباً ثالثاً، وهمام نائباً رابعاً. وعاد قريطم إلى منصب أمين السر العام. وتتولى عاصي منصب أمين الصندوق وريشا محاسباً. ويكمل الباقون مناصب أعضاء مستشارين. وبين الفائزين ستة وجوه جديدة تدخل "الجنة الأولمبية". وكان شارتييه وزّع برنامج عمله للمرحلة المقبلة، ويتضمن 35 بنداً في حال نفذ جزءاً منها سينقل اللجنة والرياضة اللبنانية إلى "عصر النهضة الموعودة". "طعنة" إلى ذلك، أصدرت الجمعية العمومية لاتحاد كرة السلة بياناً عقب جلسة عقدتها لتعديل بعض الأنظمة باستبعاد مرشح الاتحاد أمين سره العام غسان فارس عن اللائحة التوافقية. واعتبرت ما حصل للمرة الأولى منذ عقود طويلة عن اللجنة التنفيذية "طعنة" للعبة الأكثر شعبية في لبنان التي حققت إنجازات العربية وقارية ودولية منذ منتصف تسعينات القرن الماضي، منها المشاركة مرتين في بطولة العالم عامي 2002 في الولاياتالمتحدة و2006 في اليابان كما يجري الاستعداد للمشاركة الثالثة الصيف المقبل في تركيا. وأكدت الجمعية العمومية أن الانتخابات الأولمبية جاءت ضمن محاصصة سياسية وتركيبة طائفية على حساب أحد الاتحادات الفاعلة وكرامة عائلة اللعبة. وأسفت للامبالاة "طباخي" التركيبة الجديدة، علماً أن لعبة كرة السلة ستظّل ترفع العلم اللبناني في المحافل الدولية بغض النظر عن تجاهل مرشح اتحادها واستبعاده عن اللائحة التوافقية. وقررت الجمعية العمومية رفع توصية إلى اللجنة الإدارية للاتحاد بتجميد العلاقة مع اللجنة الأولمبية اللبنانية حتى انتهاء ولاية لجنتها التنفيذية.