شنّت روسيا هجوماً مضاداً على الولاياتالمتحدة، إذ نفت استقبالها الجنرال قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» التابع ل «الحرس الثوري» الإيراني، واتهمت واشنطن بانتهاك قرارات مجلس الأمن. وقال سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي: «فوجئنا بهذه الأنباء، بعدما أبلغنا زملاءنا الأميركيين الأسبوع الماضي أن لا معلومات لدينا» في هذا الصدد. واكد أن «سليماني لم يكن في موسكو الأسبوع الماضي». وإذ اعتبرت واشنطن زيارة سليماني موسكو انتهاكاً لعقوبات فرضها مجلس الأمن على إيران عام 2007، قال ريابكوف: «الأميركيون خالفوا القرارات الدولية، اذ أطلقوا العام الماضي أربعة من أعضاء طالبان من غوانتانامو، كانوا مدرجين على قائمة العقوبات الأميركية، وسلّموهم لدولة شرق أوسطية. وهذا انتهاك مباشر لقرارات مجلس الأمن». وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتصل بنظيره الروسي سيرغي لافروف الخميس، معرباً عن «قلقه» من زيارة سليماني. إلى ذلك، أعلن ريابكوف أن موسكو عقدت صفقتين مع طهران، في إطار تنفيذ الاتفاق النووي المُبرم بين إيران والدول الست. وأشار إلى أن روسيا ستحصل من إيران على نحو 8 أطنان من اليورانيوم منخفض التخصيب، في مقابل إمدادات من اليورانيوم الطبيعي. كما ستُنتج موسكووطهران نظائر طبية في منشأة فردو المحصنة لتخصيب اليورانيوم. وحض ريابكوف الولاياتالمتحدة على التخلي عن خطط نشر أجزاء من درع صاروخية في أوروبا، بعد إبرام الاتفاق النووي، قائلاً: «لا نرى أي سبب للمضي في البرنامج بهذه الوتيرة السريعة». وأشار إلى أن موسكو تستبعد إمكان استخدام صواريخ باليستية متوسطة المدى، لا يمكنها حمل رؤوس نووية لاستهداف أوروبا، علماً أن اتفاق فيينا يبقي عقوبات مجلس الأمن على البرنامج الإيراني للصواريخ الباليستية، لثماني سنوات. وكان لافروف اعتبر الأسبوع الماضي أن الرئيس الأميركي باراك أوباما «لم يكن يقول الحقيقة»، في تصريحات أدلى بها عام 2009 وربط فيها بين الحاجة لنشر الدرع و «تهديد حقيقي» يتمثل في النشاط الصاروخي الباليستي والنووي لإيران. وعلّق ناطق باسم السفارة الأميركية في موسكو، مشدداً على أن التطبيق الكامل للاتفاق النووي، لا يمحو تهديد الصواريخ الباليستية الإيرانية. وأضاف: «طالما تمضي إيران في تطوير صواريخ باليستية ونشرها، ستعمل الولاياتالمتحدة مع حلفائها وشركائها، لضمان الحماية من هذا التهديد، بما في ذلك نشر نظام الدرع الصاروخية التابع للحلف الأطلسي». ومع إعلان عضوين ديموقراطيّين في مجلس الشيوخ الأميركي تأييدهما الاتفاق النووي، دعا إيرانيون معظمهم مقيم في الخارج، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى تجمّعات في العالم اليوم لدعم اتفاق فيينا. ووَرَدَ في بيان أصدروه أن المبادرة، وهي باسم «اليوم العالمي للسلام»، أطلقها «عشرات من المتطوعين في أكثر من 50 مدينة كبرى في أميركا الشمالية وأوروبا وأستراليا وآسيا»، من أجل «مواجهة جماعات الضغط المؤيدة للحرب» و «دعم الاتفاق الذي سيجعل العالم والشرق الأوسط اكثر أماناً، ويخفف معاناة الإيرانيين من العقوبات الاقتصادية القاسية، كما سيتيح استئناف العلاقات السلمية بين إيرانوالولاياتالمتحدة». في نيودلهي، التقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ونظيره الهندي سوشما سواراج. وأعرب ظريف عن رغبة بلاده في «تطوير» علاقاتها مع نيودلهي، مبدياً انفتاحها على استثمار شركات خاصة هندية، في تطوير ميناء «تشابهار» في جنوب شرقي إيران.