قالت مصادر سورية رفيعة ل «الحياة» امس ان دمشق «ضد اي طائفية سياسية في منطقة الشرق الاوسط حيث يتعايش جميع الطوائف والمكونات الاجتماعية». وكان الرئيس بشار الاسد شدد في مقال نشره الصحافي الاميركي سيمور هيرش اول من امس على اهمية اجراء اصلاحات كبيرة في النظام الداخلي اللبناني، قائلاً انه لا يمكن ان يشعر اللبنانيون بالاطمئنان ما لم يجر تغيير النظام الطائفي بأكمله، باعتبار ان الحروب الاهلية السابقة في لبنان حصلت بسبب الطائفية السياسية فيه. وأوضحت المصادر ان سورية «ضد اي طائفية سياسية في منطقة الشرق الاوسط حيث يتعايش جميع الطوائف والمكونات، ذلك ان الاستعمار كان على مر التاريخ يغذي الامور الطائفية التي لا تخدم مصالح شعوب المنطقة واستقرارها، وغالباً ما كانت هذه الامور سبباً للحروب الاهلية والمآسي»، مشيرة الى ان النظرة السورية الى هذا الموضوع «واسعة وتشمل جميع دول الشرق الاوسط، ولا تقتصر على لبنان او بلد بعينه، وعلى هذا الاساس تدعو سورية الى المصالحة الوطنية وعملية سياسية تشمل جميع الشرائح ومكونات الشعب العراقي». وتابعت المصادر السورية: «شعوب هذه المنطقة ستشعر بكثير من الاطمئنان والاستقرار والامان بإزالة اي عوامل للطائفية وتعزيز التعايش بين جميع الطوائف والمكونات واستبعاد هيكلية او محاصصة ضيقة لبنى سياسية في الشرق الاوسط»، مشيرة الى ان دعوة الرئيس الاسد خلال لقائه هيرش «جاءت ضمن هذا السياق». وكان هيرش نشر مقالاً في صحيفة «نيويوركر» الاميركية بعد «دردشة خلفية» اجريت مع الرئيس السوري قبل اسابيع. ولاحظت المصادر ان المقال «لم يتضمن تحديداً واضحاً للتمييز بين كلام الرئيس الاسد وفهم هيرش للموقف السوري». وشدد الاسد على ان توقيع اتفاق سلام مع اسرائيل يتطلب انسحابها الكامل من مرتفعات الجولان السورية المحتلة العام 1967 باعتبار ان دمشق ترى في ذلك حقها الوطني، ومتطلباً موضوعياً للسلام، وليس شرطاً مسبقاً لأي مفاوضات سلام.