انتهت أربعينية الإمام الحسين في كربلاء بقصف الزوار بقذيفة هاون، قال مسؤول في وزارة الصحة أنه اسفر عن مقتل 41 زائراً شيعياً وإصابة 150 ظهر أمس. لكن محافظ المدينة آمال الدين الهر أعلن مقتل 27 وإصابة 56، واتهم تنظيم «القاعدة» بمساعدة انصار حزب البعث بارتكاب هذا الاعتداء. وكان زوار كربلاء تعرضوا لهجومين، وقع الأول مساء الثلثاء ، عند مدخل المدينة، وأسفر عن سقوط ثلاثة قتلى، وأكثر من 30 جريحا، فيما وقع الثاني صباح الأربعاء حين انفجرت دراجة مفخخة، مستهدفة موكباً للزوار شرق المدينة ، أوقع 135 قتيلاً وجريحاً». واكد الهر ان «الملايين أموا المدينة منذ بداية الزيارة حتى نهايتها من مختلف المحافظات العراقية والدول العربية والاسلامية». وأربك هذا العدد الكبير الحكومة المحلية التي استعانت بالمحافظات الأخرى لتوفير وسائل نقل لتسهيل نقل الزوار من المدينة. وأوضح الهر ان عدد الزوار العرب والاجانب بلغ 100 الف، من الخليج وسورية ولبنان والولايات المتحدة والسويد والنروج ، مقترحاً «انشاء مؤسسة خاصة بالزيارات الدينية التي تشهدها كربلاء طوال ايام السنة ومنها 4 زيارات مليونية وان تكون لهذه المؤسسة موازنة خاصة وملاك خاص كي لا تثقل كاهل المحافظة بكل دوائرها الخدمية والامنية». وتنتهي الزيارة اليوم لتعود الدوائر الحكومية والمحلات التجارية الى فتح ابوابها بعد توقف دام اكثر من اسبوع. وقال مدير قسم العلوم السياسية في الجامعه الاسلامية الدكتور علاء محمد ل»الحياة» ان «ظاهرة الزيارات المليونية تأخذ اليوم منحى آخر، بوجود هيئات للمجالس الحسينية تنسق مع مكاتب المرجعية الدينية في النجف، لا سيما مكتب المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيستاني». وفي مسعى لانهاء مخلفات الحرب الأهلية التي شهدتها محافظة ديالى شمال شرقي بغداد، حض شيوخ ووجهاء العشائر السنية في ناحية خان بني سعد نظراءهم في الاقضية والنواحي على مشاركة الاسر الشيعية احياء مراسم اربعينية الإمام الحسين ، لتأكيد وحدة سكان المدينة والحيلولة دون نجاح التنظيمات المسلحة في اشعال فتنة طائفية بعد ان مزقت الحرب الاهلية التي شهدتها المدينة عامي 2006 و 2007 النسيج الاجتماعي بين الاقليات والمذاهب. وأكد الناطق باسم قيادة شرطة ديالى الرائد غالب عطية الكرخي في تصريح الى «الحياة» ان «مبادرة العشائر السنية تمثل تحدياً غير مسبوق للتنظيمات المتطرفة التي توعدت تنفيذ هجمات على مواكب العزاء والحسينيات مع حلول الأربعينية». وكانت التجمعات الشيعية في المناطق التي تضم خليطاً طائفياً شهدت اعمال عنف بعد ان فرضت الميليشيات السنية والشيعية حربها، فيما تسببت المعارك في تهجير وقتل المئات من ابناء الطائفتين. وأكد الشيخ فلاح العماري، احد ابرز وجهاء الحي ل»الحياة» ان «الاحتفالات الدينية الخاصة بالشيعة كانت حتى قبل عامين مناسبة خاصة الا ان العشائر السنية نجحت في مشاركة الاسر الشيعية واتخاذ إجراءات لتأمين الاجواء المناسبة للمعزين». وعلى رغم ان التجمعات الشيعية كانت محظورة في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الا ان الحاج منصور السامرائي اكد ل «الحياة» ان مشاركته في احتفالات الشيعة في الحي ،»امتداد لمشاركات سابقة على رغم حظرها في ذلك العهد». وأضاف: «كنا نحيي مراسم الاربعينية في منازلنا ونقيم الولائم والمراسم الخاصة في بساتين المدينة النائية للحيلولة دون اعتقالنا وكان حضور الاسر السنية الى جانب اخوتهم الشيعة تجسيداً حياً لوحدة المسلمين في ديالى ، وتأكيداً لهزيمة التنظيمات المتشددة التي كانت سبباً في تمزيق المدينة وتجزئتها طائفياً». إلى ذلك، أكد مسؤول امني، طلب عدم نشر اسمه، ل «الحياة» وجود»مساع جدية من مسلحي القاعدة لاشعال فتنة طائفية في الاحياء المعروفة باختلاطها المذهبي». واشار الى ان «عناصر تنظيم القاعدة والتنظيمات الاخرى تواصل هجماتها وزرع العبوات ولكن مأساة الحرب الاهلية التي عاشها ابناء ديالى تحول دون عودة التوترالطائفي». ويشارك العشرات من ابناء الطائفة السنية اقرانهم في ناحية خان بني سعد وحي التحرير وبهرز مراسم احتفالات اربعينية الإمام الحسين بعد ان اتشحت جدران المنازل بالسواد ، فيما انتشرت الحواجز الامنية في مداخل الحسينيات للحيلولة دون استهداف انتحاريين تجمعات المعزين التي شهدت حضوراً خجولاً من ممثلي الاحزاب في المدينة.