واشنطن، ديترويت، طوكيو - رويترز، أ ف ب - واجهت شركة «تويوتا موتور» اليابانية، التي تعاني من عمليتي سحب سيارات واسعتين، عملية سحب ثالثة محتملة عندما بدأت الجهات التنظيمية الأميركية المعنية بالسلامة تحقيقاً اول من امس، يتعلق بمشكلة مكابح في طراز «بريوس» الهجين، الأكثر مبيعاً عالمياً. ويفاقم التحقيق حدة أزمة السلامة التي أثرت على مبيعات الشركة ونتائجها المالية وسمعتها، وأدت إلى سحب أكثر من 8 ملايين سيارة من مختلف أنحاء العالم بسبب مشاكل تتعلق بعدم القدرة على التحكم بدواسات السرعة. وافادت صحيفة «نيكاي» اليابانية الاقتصادية بأن الشركة الاولى عالمياً في تصنيع السيارات ستسحب من اليابانوالولاياتالمتحدة 270 الف سيارة من الجيل الاخير ل «بريوس»، الذي طرح في الاسواق العام الماضي، منها مئة ألف في الولاياتالمتحدة بيعت بين ايار (مايو) وكانون الاول (ديسمبر) الماضي. واشارت ناطقة باسم «تويوتا» الى ان سحب السيارات ممكن «لكن شيئاً لم يتقرر بعد». وكانت الشركة اقرت انها على علم منذ خريف عام 2009 بوجود عيب في نظام الكبح الهيدروليكي للطراز الجديد من «بريوس»، إذ لوحظ خلال الطقس البارد تفاوت بين اللحظة التي يدوس فيها السائق على الفرامل وبين تجاوب السيارة معها. وتم تسجيل نحو 200 شكوى في اليابانوالولاياتالمتحدة حول هذه المشكلة. واكدت «تويوتا» ان الخلل جرى اصلاحه في المصنع في كانون الثاني (يناير) الماضي، وانها تجري اختبارات «من باب الاحتياط» على سيارة «ليكسوس اتش اس» الهجينة الفاخرة المزودة بنظام الفرملة ذاته، ولو انها لم تتلق اية شكاوى في شأنها حتى الآن. وفتحت السلطات الاميركية والكندية سلسلة من التحقيقات حول الموضوع. واثار وزير النقل الاميركي، راي لحود، جدلاً عندما دعا مالكي سيارات «بريوس» الى «التوقف عن قيادتها»، الا انه تراجع عن اقواله بعد اتهامه بتضارب المصالح، اذ تملك الحكومة الاميركية 60 في المئة من «جنرال موتورز» الأميركية المنافسة ل «تويوتا». وكان لحود اتصل برئيس مجلس ادارة «تويوتا» اكيو تويودا، وطمأنه هذا الاخير الى ان «تويوتا» تأخذ قلق الولاياتالمتحدة حول السلامة على محمل الجد وان السلامة هي اهم اولوياتها. وتقدمت مجموعة من المحامين في ولاية كولورادو الأميركية بشكوى جماعية ضد «تويوتا» امام محكمة فيديرالية واتهمت الشركة باخفاء مشاكل دواسات السرعة سنوات، كما رفعت شكويان جماعيتان قبل ايام في ولايتي اونتاريو وساسكاتشوان الكنديتين. وافادت صحيفة «فايننشال تايمز دويتشلاند» بأن «تويوتا» كانت على علم بمشاكل دواسات السرعة منذ عام 2007.وقال الناطق باسم الحكومة اليابانية هيروفومي هيرانو امس: «نريد ان تتخذ «تويوتا» اجراءات حازمة لأن الأمر يتعلق بأرواح الناس». وفقد سهمها 20 في المئة من قيمته منذ أن أعلنت عن عملية سحب ضخمة بسبب مشكلة دواسات السرعة في أواخر كانون الثاني (يناير) الماضي. ولم تعلّق «الإدارة الوطنية الأميركية لسلامة المرور على الطرق السريعة» على تقرير يفيد بأن «تويوتا» تعتزم سحب سيارات «بريوس» بسبب مشاكل في المكابح، وأضافت أن أي خطوة في هذا الشأن ستعلنها «تويوتا». واضافت انها تلقت 124 شكوى من مشكلات المكابح بعد أن أبلغ سائقون أنهم لم يتمكنوا من تجنب مطبات أو حفر بسياراتهم «بريوس» من الجيل الثالث. واكدت وقوع أربعة حوادث بسبب هذه المشكلة. واكد الناطق باسم «تويوتا» مايك ميشيلز ان لا نية لدى الشركة لوقف مبيعات «بريوس» كما فعلت مع ثمانية طرازات أخرى سحبتها بسبب مشكلات في دواسة السرعة.