تحقق نيابة أمن الدولة اليوم الأربعاء مع الشاعر والناشر المصري الجميلي أحمد شحاتة بعد القبض عليه أمس الثلاثاء بحجة نشر رواية "الزعيم يحلق شعره" التي يتناول مؤلفها إدريس علي جانبا من الأوضاع الاجتماعية في ليبيا في نهاية السبعينيات. وأرسل الناشر وهو عضو اتحاد كتاب مصر رسالة إلى رويترز، على الهاتف المحمول اليوم الأربعاء، يقول إنه احتجز الليلة الماضية في قسم شرطة شبرا الذي تقع في نطاقه دار "وعد للنشر" وأنه عومل أسوأ معاملة... "لا أستطيع الرد على الهاتف... أنا الآن في طريقي معهم (الشرطة) لأمن الدولة،" كما ورد. ولم يتسن الاتصال بالشرطة على الفور للتحقق مما قاله الدميري. وكان رئيس اتحاد كتاب مصر محمد سلماوي وهو الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء العرب قال مساء أمس الثلاثاء لرويترز إن محامي اتحاد كتاب مصر سيحضر التحقيق مع الناشر وأنه اتصل بمسؤولين في جهاز أمن الدولة وأبلغهم أن هذا الإجراء "مسيء لمصر"، وبخاصة خلال "معرض القاهرة الدولي للكتاب" الجاري، فأبلغوه أنهم لم يصادروا الرواية في المعرض وإنما "صادروها في دار النشر." وأضاف سلماوي أنه أبلغهم أن المؤلف والناشر عضوان في اتحاد الكتاب وأن المصادرة "محاولة لتصوير مصر على أنها دولة بوليسية... عندنا قوانين تحول دون المصادرة إلا بعد صدور حكم قضائي." ومؤلف الرواية روائي نوبي له أعمال منها "دنقلة" و"النوبي" و"انفجار جمجمة" التي اختارها نقاد كأفضل رواية في السنة التي صدرت فيها خلال التسعينيات كما كرمه اتحاد كتاب مصر العام الماضي. وقال علي لرويترز إن الشاعر ناشر الرواية اتصل به مساء أمس الثلاثاء وأبلغه من قسم الشرطة أنه "قبض عليه وأغلقت دار النشر." وأوضح أن الرواية التي صدرت منذ أربعة أشهر "لا تسيء إلى (الزعيم الليبي معمر) القذافي، ولكنها نقد لأفكاره من وجهة نظر الشعب الليبي نفسه، وتأثير هذه الأفكار على الحياة الاجتماعية هناك من واقع تجربة شخصية"، حيث عاش علي في ليبيا بين عامي 1976 و1980. وقال المؤلف إن الرواية التي لا تتجاوز 80 صفحة: "واقع ولا خيال فيها. ليس فيها إساءة لأحد."