تباينت آراء تربويون واستشاريون نفسيون حول برنامج «الهاتف الاستشاري» الجديد الذي استحدثته «تعليم جدة»، أخيراً، بهدف حل مشكلات الأسرة والطالب، فبينما اعتبرها فريق خطوةً جريئةً نحو بناء جدار صلب من العلاقات بين الطالب وأسرته، اشترط آخرون أن يكون المنتدبون لها على مستوى عال من الكفاءة والدراية، مؤكدين أنه من المهم أيضاً فتح خط مواز لمناقشة أوضاع المعلمين وهمومهم، كونهم يعدون ضلعاً رئيساً من أضلاع العملية التعليمية. وشددت الاستشارية النفسية تهاني العمودي ل«الحياة» على أن نجاح البرنامج مقترن بتوافر أكاديميين على مستوى عال من القدرة والإقناع، ومهارة فائقة في التعامل مع الاستفسارات، والمشكلات، للإسهام في تحقيق الأهداف المرجوة منه. وقالت ل «الحياة»: «مهم أن يتم الاعتماد في التواصل مع أولياء الأمور على كفاءات من خارج إطار إدارة التربية والتعليم، مشيرةً إلى أنها خطوة رائدة لن يقتصر مفعولها على الطلاب الأسوياء فقط، بل إن أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة سيكونون في أمس الحاجة لمثل هذا البرنامج». وأكدت أهمية ألا يقتصر البرنامج على حل مشكلات الطلاب فقط، خصوصاً إذا ماعلمنا أن الفريق المختص يضم كفاءات وتخصصات تربوية عالية في مختلف المجالات الطبية والسلوكية والنفسية. وكانت إدارة التوجيه والإرشاد في «تعليم جدة» استحدثت برنامجاً توعوياً جديداً، يمزج بين العلم والتربية، ويكفل التواصل بين أسرة الطالب ومدرسته من طريق غير مباشر، سمته «الهاتف الاستشاري»، وأشركت فيه نخبةً من الاختصاصيين في مجالات الصحة والتربية، والاستشارات السلوكية، والنفسية، ووضعت له أرقاماً مجانية، وزعتها على أسر الطلاب. من جانبه، رأى معلم اللغة العربية في مدرسة القادسية الابتدائية سالم الحسناني أن البرنامج جيد جداً من حيث الناتج والمفهوم، لكنه كان من الأولى لو تم فتح خط مباشر مع المعلمين لمناقشة همومهم ومشكلاتهم، ومحاولة علاجها وحلها، كون المعلم يعد عاملاً رئيساً في العملية التربوية، ويعد حجر الزاوية في المدرسة، ومتى ما حسنت أوضاع المعلم تفوق الطالب وتطور عطاؤه. وأيد الحسناني فكرة التواصل بين الطالب وأسرته من طريق «الهاتف المجاني»، في حل المشكلات التي تواجه العنصرين، متمنياً في الوقت ذاته إنشاء هاتف مجاني مماثل يفتح خطاً مباشراً بين القيادات التربوية وبين المعلمين، لمناقشة مشكلاتهم وحل همومهم، مستغرباً من تأخير إطلاق مجلس المعلمين حتى الآن، على رغم أن الإعلان عن إنشائه مضى عليه أكثر من شهرين. بدوره، أوضح وكيل مدرسة يلملم الثانوية وليد القحطاني أن البرنامج لايمكن القطع بنجاحه، كونه يتناول جانباً معيناً، ويهمل جانباً مهماً آخر، فهو عندما يعالج مشكلات الأسرة، الضلع الأول في العملية التعليمية، فإنه ينسى الضلع الثاني وهو المهم، وأعني به المعلم، فكيف ينتج ويتطور المعلم ويؤدي دوره على أكمل وجه وهو يعاني من مشكلات تربوية عدة، فكان من الأجدر لو تم الاهتمام بقضايا المعلمين على نفس الخط الذي نجد فيه الاهتمام بالطلاب. وقال ل«الحياة»: «لا أريد أن أستبق الأحداث في إطلاق الأحكام على نجاح البرنامج من عدمه، ولكن الأمور تقاس من نواح عدة، ويجب على إدارات التربية والتعليم جمع كل معوقات التعليم وحلها في آن واحد، من دون أن تركز على جانب دون آخر، لأن العمل خصوصاً التعليمي عمل جماعي، لايمكن نجاحه من دون أن تكون كل الاتجاهات تعمل في مسار واحد ومدروس ومقنن». وكان مدير إدارة التوجيه والإرشاد في تعليم جدة سالم الطويرقي أكد أن الهاتف الاستشاري يسعى لمساعدة أفراد المجتمع على حل مشكلاتهم كافة، ويستضيف نخبةً من المختصين في مجالات الصحة والتربية والاستشارات السلوكية والنفسية، لافتاً إلى أنه تم تخصيص ساعتين لاستقبال اتصالات شرائح المجتمع كافة، يوم الإثنين من كل أسبوع ابتداء من الخامسة عصراً وحتى الثامنة مساء.