واصلت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام تراجعها اليوم (الجمعة)، بفعل المكاسب التي حققها الدولار لتتجه صوب تسجيل أطول موجة من الخسائر الأسبوعية منذ بداية العام الحالي. وكان خام القياس العالمي متجهاً بالفعل صوب تسجيل سادس خسارة أسبوعية له على التوالي بسبب استمرار زيادة المعروض من السلعة. ودفعت بيانات الوظائف الأميركية القوية التي تم الإعلان عنها اليوم الدولار نحو الصعود أمام عدد من العملات، ليصبح شراء النفط المسعر بالدولار أكثر كلفة على المشترين حائزي تلك العملات. وقال المحلل في "إنرغي اسبكتس" ريتشارد مالينسون إن "المعنويات سلبية للغاية لذا السوق يبحث عن أسباب للهبوط". مشيراً إلى أن "زيادة سعر الدولار أحد هذه الأسباب". وتراجع سعر خام "برنت" في العقود الآجلة 40 سنتا إلى 49.12 دولار للبرميل، في حلول الساعة 1249 بتوقيت غرينتش. وكان خام القياس العالمي يسير باتجاه إنهاء الأسبوع على خسارة نسبتها ستة بالمئة في أكبر هبوط أسبوعي له منذ آذار (مارس). وانخفض سعر الخام الأميركي (غرب تكساس الوسيط) 20 سنتاً إلى 44.46 دولار للبرميل في حلول الساعة 12:49 بتوقيت غرينتش بعد هبوطه أكثر من واحد في المئة يوم الخميس، حين بلغ أدنى مستوياته في أربعة أشهر ونصف الشهر. ويؤشر سوق الوظائف الأميركي الذي يتحسن باطراد على قوة اقتصاد الولاياتالمتحدة، وقد يمهد الطريق أمام قيام مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) برفع سعر الفائدة في أيلول (سبتمبر) القادم. وستكون هذه أول زيادة في سعر الفائدة منذ 10 سنوات. وينتظر السوق بيانات التجارة الصينية التي ستصدر نهاية الأسبوع. وكانت البيانات المثيرة للقلق في شأن تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني الذي له تداعيات كبيرة على الطلب على النفط في أكبر بلد مستهلك للطاقة في العالم عاملاً أساسياً قاد تراجع أسعار النفط في الأسابيع الأخيرة. لكنّ محليين قالوا إن عمليات صيانة موسمية لمحطات التكرير في الاشهر القادمة وزيادة مخزونات منتجات نفطية أساسية مثل نواتج التقطير تلقي بظلال قاتمة على أسعار الخام.