أثارت بعض الإجراءات الجديدة التي أقرتها الولاياتالمتحدة في مطاراتها لدواعٍ أمنية حفيظة رعايا الدول التي شملتها القائمة الأميركية، خصوصاً ما يتعلق ب «الماسح الضوئي» إذ يعتقد كثيرون أن الجهاز الذي يرسل «أشعة سينية» يكشف العورات ويعرّي الجسم بشكل يهين الكرامة، إلا أن الحقيقة ليست كذلك. يستطيع جهاز المسح الضوئي لأجساد المسافرين في المطارات، عبر لوحة دقيقة مجهزة ب «الأشعة السينية» ذات القدرة العالية اختراق الأجساد المظلمة بصفة عامة. ليكشف التفاصيل المخفية عندما يقف الشخص أمام الماسح الضوئي لمدة لا تتجاوز 30 ثانية، يتم تسجيل صورة جسده كاملة، ولكن على نحو شفاف، كاشفة معها التفاصيل الدقيقة من جسمه، وما يمكن أن يخفيه حتى في أحشائه، خصوصاً أن تلك الأجهزة تعمل بنظام الأبعاد الثلاثية، فيمكن معها تحديد ما خفي. وعلى رغم قدرة الأشعة على اختراق تجويف الجسم كاملاً، إلا أنها لا تصور ملامح الجسم، كما يُعتقد، بل تكتفي بتحديد محتوى الأعضاء الداخلية لجسم الإنسان، وتوضيح الأجسام الدخيلة عليها والمخبأة بها. ويعد استخدام أجهزة المسح الضوئي حديثاً في المطارات إجراء وقائياً أمنياً، إلا أن له مخاطر على صحة الإنسان، خصوصاً النساء الحوامل والأطفال. وقال استشاري الأورام السرطانية الدكتور عبدالرحيم قاري ل «الحياة»: «تعرض المسافرين للأشعة السنية بكميات كبيرة، خصوصاً أولئك الذين يسافرون باستمرار، له تأثيرات ضارة على الجسم، لأن الأشعة السينية تؤثر في مادة DNA المكونة للخلية البشرية، وتحدث بها خللاً، ربما يؤدي ذلك إلى نشوء خلايا سرطانية، تتسبب في أورام». وأضاف: «إن الأشعة السينية مكونة من أنواع عدة من الاشعة، منها ألفا (α) وبيتا (β) وغيرها، ولكل من هذه الأشعة تأثيرات في الجسم، تظهر على المدى البعيد، لعل أكثرها خطورة سرطان الجلد والإصابة بالعقم بعد التعرض للأشعة لفترات طويلة». وأكد أهمية وجود إجراءات احترازية خصوصاً للعاملين على تلك الأجهزة أو بالقرب منها، وقال: «لابد من اخذ احتياطات وإجراءات احترازية لعاملين في تلك الأجهزة والقريبين منها في المطارات، مثل الإجراءات الوقائية التي يستخدمها العاملون في أقسام الأشعة داخل المستشفيات». وحدد قاري تلك الاحتياطات الاحترازية بارتداء العاملين الستر الواقية من الأشعة السينية، كالتي يرتديها العاملون في المستشفيات. وشدد قاري على التأثيرات السلبية التي يمكن أن يصاب بها الأطفال والنساء الحوامل، وقال: «تلك الأشعة لها تأثيرات ضارة على المرأة الحامل خصوصاً انها تعمل على تشوه الخلايا لاختلال «DNA» لدى الجنين إضافة إلى احتمالية إصابة الأطفال بالسرطان، خصوصاً أن خلاياهم لا تزال في طور النمو، وأى اختراق لتلك الأشعة يمكن أن يمثل اختلالاً داخلها، ما ينتج منه أورام سرطانية».