قتل أكثرمن 73 شخصا، بينهم زوار إيرانيون في هجومين انتحاريين في بغداد وديالى أمس، فيما اعلنت السلطات العراقية اعتقال زعيم تنظيم «القاعدة» في العراق ابو عمر البغدادي. وقال مصدر عسكري في هيئة العمليات في محافظة ديالى ان انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً فجر نفسه مستهدفا زوارا إيرانيين، ما ادى الى مقتل 45 شخصا واصابة 55 آخرين. واوضح ان «الانتحاري فجر نفسه داخل مطعم مزدحم بالزوار الايرانيين في بلدة المقدادية، كانوا في طريقهم إلى كربلاء والنجف، ما اسفر عن مقتل 45 واصابة 55 آخرين بجروح». واشار الى ان «معظم الضحايا من الايرانيين». واكد ان اجزاء من سقف المطعم انهارت ما تسبب في ارتفاع اعداد الضحايا. وفي هجوم آخر، اعلنت مصادر أمنية واخرى طبية مقتل 28 شخصا بينهم عشرة من عناصر الشرطة واصابة 52 اخرين في تفجير نفذته انتحارية ترتدي حزاما ناسفا، ضد قوات للشرطة كانت توزع مساعدات على عائلات مهجرة قرب ساحة التحريات (جنوب شرقي بغداد). واكد مصدر طبي في مستشفى النفيس، تسلم13 جثة، بينها جثة ضباط في الشرطة واربعة من عائلة واحدة واكثر من ثلاثين جريحا بينهم اطفال ونساء. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن النقيب ماهر هاشم، من مغاوير الداخلية قوله ان «انتحارية ترتدي حزاما ناسفا فجرت نفسها وسط تجمع لعائلات مهجرة كانت تتسلم معونات غذائية ما ادى الى مقتل واصابة الكثيرين». واكد «مقتل عدد من الضباط احدهم برتبة عقيد واصابة آخرين من عناصر الامن». وادى الانفجار الى تدمير ثلاث سيارات احداها اسعاف ووقوع اضرار مادية في المبنى الذي انتشرت على واجهته اشلاء الضحايا واثار الدماء. وفي مستشفى ابن النفيس الذي استقبل معظم ضحايا الانفجار، فرضت قوات الامن اجراءات مشددة، وافترش العشرات، ومعظمهم من النساء، الارض للاطمئنان إلى ذويهم. وبالتزامن مع وقوع الهجومين اعلن الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا اعتقال ابو عمر البغدادي «امير دولة العراق الاسلامية». وقال ان «القوات العراقية وبناء على معلومات (...) تمكنت من اعتقال الارهابي المجرم ابو عمر البغدادي الذي يسمى امير دولة العراق الاسلامية». ولم يعط مزيدا من التفاصيل عن كيفية اعتقاله. وعلمت «الحياة» من مصاد امنية ان اعتقال البغدادي تم «وفق معلومات استخباراتية حصلت عليها الجهات الامنية العليا التي اوعزت بدورها الى تعزيز القوات الامنية في المناطق الممتدة من منطقة الضلوعية الى بلد» شمال بغداد، حيث تمت عملية الاعتقال. واوضح المصدر ان اعتقاله «مخطط له منذ شهور بناء على تلك المعلومات التي تم التأكد منها وبالفعل تحقق ما تم التخطيط له». واضاف ان «اعتقال البغدادي خطوة اولى في ملاحقات تقودها القوات الامنية ضد قيادات الارهاب في العراق». وزاد انه «تم تحديد نقاط مهمة فيها بعض الارهابيين». وتابع ان «بعضهم موجود في مناطق بغداد وهذا ما حددته المعلومات والتحريات الاولية». وعن دور القوات الاميركية في عملية اعتقال البغدادي قال: «عادة ما تضطلع القوات الاميركية بدورالاسناد والدعم واذا تطور الامر يمكن لها التدخل». واستدرك إن «العملية لم تكن معقدة حيث نفذت بمهارة عالية». و «دولة العراق الاسلامية» ائتلاف لمجموعات سنية مرتبطة بتنظيم القاعدة يتزعمها البغدادي. واعلنت مجموعته مسؤوليتها عن هجمات، منها التفجير الانتحاري الذي استهدف البرلمان العراقي 13 نيسان (ابريل) الماضي واسفر عن مقتل نائب، وعدد من التفجيرات الانتحارية واعمال الخطف والقتل بينها اعدام عشرين شرطيا في 17 نيسان (ابريل) كانت خطفتهم، بعدما رفضت الحكومة العراقية التجاوب مع مطالبها. وظهر البغدادي للمرة الاولى في نيسان (ابريل) 2006 بعد توليه قيادة جماعة متمردة مناهضة للاميركيين ثم قيادة تنظيم «لقاعدة» في العراق. وكان اسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة» دعا في 30 كانون الاول (ديسمبر) 2007 في تسجيل صوتي الاسلاميين في العراق الى مبايعة الشيخ ابو عمر البغدادي «اميرا على دولة العراق الاسلامية» وهاجم مجالس «الصحوة». ودعا «الامراء المجاهدين واعضاء مجلس الشورى» ممن لم يبايعوا البغدادي الى «الوحدة ومبايعته اميرا على دولة العراق الاسلامية (...) حفاظا على جماعة المسلمين». واضاف: «لا يجوز التأخر في المبايعة»، داعيا الاسلاميين «الا يستسلموا لأعذار لتعطيل الوحدة والاجتماع» والامتناع عن «التعصب للرجال او الجماعات بل الى التعصب للحق». وكانت وزارة الداخلية العراقية اعلنت مطلع عام 2007 قتل البغدادي في منطقة الغزالية في بغداد، لكن تبين بعد ذلك ان الخبر غير صحيح.