واشنطن - أ ف ب - إكتشف فريق من علماء الفضاء جسما كونياً عملاقاً غريباً ومبهم الشكل، يعود عمره الى بدايات الكون. ويُعتقد أن عمره يقارب 13 بليون سنة، أي ما يقلّ بنحو 6 في المئة عن بداية الانفجار الكبير «بيغ بانغ» الذي رافق انبثاق الكون. وبحسب دراسة تنشرها مجلة «استروفيزيكال جورنال» في 10 ايار (مايو) المقبل، يُرجّح العلماء أن هذا الجسم يتكوّن من فقاعة غازات كونية ضخمة، تتمدّد على مساحة شاسعة بحيث يلزم عبورها أكثر من 55 ألف سنة ضوئية. مشيرين إلى أن ذلك يُشبه فقاعة الغازات الكونية التي يُعتقد أنها صنعت مجرة «درب التبّانة» التي تنتمي الأرض إليها. واطلقوا على الفقاعة المُكتشَفَة اسم «هيميكو»، تيمّناً بملكة يابانية غامضة وأسطورية. ورصدوها من خلال أجهزة تلسكوب أرضية لم تستطع أن تعطي معلومات عن تركيبة «هيميكو» باستثناء صور «مبهمة». وقد تضاربت الأراء الأولوية للعلماء عن هذه الفقاعة العملاقة والمُبهمة. ويعتقد بعضهم أنها نجمت من انفجار ثقب أسود هائل الحجم، في البدايات الأولى للكون. فيما ذهب أخرون للقول إنها تشكلت كمحصلة لاصطدام مجرتين كبيرتين. في شرحه للاكتشاف، لفت عالِم الفلك ماسامي أوشي، من مؤسسة «كارنيجي» المتخصّص في البحوث العلمية، إلى أن التوغّل في مسافات سحيقة كونياً يساوي الإبحار في الزمن. ويقصد بذلك أن الضوء الذي يصدر من حدث قديم زمنياً يستغرق وقتاً طويلاً ليصل الى المراقبين على الأرض، ويعبر خلالها مسافات هائلة أيضاً. وقد شرحت هذه العلاقة بين المسافة والضوء والزمن في نظرية النسبية لآلبرت إينشتاين. وأضاف أوشي: «فاجأني هذا الاكتشاف كثيراً. فلم أكن أتصور إمكان وجود جسم بهذا الحجم في هذه الفترة المبكرة من تبلور الكون». وأشار الى ان نظرية «الانفجار الكبير» تفترض نشوء أجسام كونية صغيرة في المراحل المبكرة التي تلت ال «بيغ بانغ»، تجمعت تدريجاً لتصنع أجساماً أكبر. وفي هذا المعنى يعتبر الاكتشاف تحدياً لنظرية «بيغ بانغ» التي تقول إن المجرات كلها انبثقت من انفجار جسم متناه في الصغر، لكنه احتوى على طاقة تفوق التصوّر. كما ضمّ ذلك كميات هائلة من المادة، لكنها كانت في حال شديدة الكثافة، بحيث إن «تمدّدها» بعد الانفجار أدى الى التكوّن التدريجي للمجرات.