عبر نشاط «أصدقاء طلاّب التربية الخاصة في المدارس»، انتشرت بادرة تفعيل التوعية في مدارس الدمج في أكثر من منطقة تعليمية ومحافظة خلال العامين السابقين، بل وفي دول الخليج الشقيقة، واتضح بأن هناك جهوداً مكثّفة ومبادرات مختلفة وطموحات متباينة للوصُول بالريادة في برامج الدمج بالمدارس، إن ما نطمح إليه هو أوسع من تلك المبادرات في تفعيل البرنامج التوعوي لتشمل جميع المدارس، من خلال تفعيل هذه المجموعة كزيارة مدارس يوجد بها دمج والتعرف على الفئات التي يتم دمجها في المدارس التعليمية، وزيارة مؤسسات معنيَّة برعاية وتدريب ذوي الإعاقات، أيضاً زيارة مؤسسات معنيّة برعاية الموهبة والتفوق، ليدرك طلاَّبنا أن مصطلح التربية الخاصة ليس مقصوراً على رعاية ذوي الإعاقة بل هو باختصار عبارة عن مجموعة من البرامج والخدمات المساندة التي تقدم لرعاية ذوي الحاجات التربوية الخاصة فتشمل جميع ذوي الإعاقات، وذوي التفوق والموهبة الذين بحاجة لرعاية وتنمية مواهبهم وقدراتهم. هذا الاهتمام بالتوعية التي تشهدها المدارس إنما هو يدعم مسيرة برنامج دمج ذوي الإعاقات لتدريسها في بيئة تعليمية وتربوية مناسبة بعيدة عن العوائق، كما أن تعدُد وتنوُّع تلك التجارب وفق كل طموحات مختلفة، راجعاً ذلك لاختلاف البيئة المدرسيّة التي يطبق فيه البرنامج، ما يجعل أهمية اليوم لتوحيد تلك الجهود عندما تتبني إدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية هذا المشروع التوعوي الناجح لرسم آلية واستراتيجية محدّدة تتيح للمدارس الأخرى أن تتعرّف عليها وتطبقها أيضاً، بل ويكون ذلك حافزاً لتأسيس جمعية نحن بحاجة لها اليوم ونفتقر لها في «مملكة الإنسانية» وهي جمعية «أصدقاء ذوي الحاجات الخاصة»، لاسيّما أنه توجد تجارب رائدة في أكثر من مدرسة وذات نتائج متباينة وخطط مختلفة ويجب أن يُستفاد منها في بتنفيذها بشكل علمي وعملي ناجح. أبرز تلك التجارب تجربة محافظة الأحسَاء التي طبقت في مدرسة هارون الرشيد الابتدائية بالهفوف وتضمنّت ترجمة بعض أنشطة المشروع والتقرير الختامي إلى اللغة الإنكليزية ولم يُقتصر على شعار المشروع الذي يحوي المسمى باللغتين العربية والإنكليزية حتى يصبح بذلك مشروعاً متكاملاً، تلك التجربة التي كان لها الريادة لأنها حظيت باهتمام المؤسَّسات والجمعيات المعنية بذوي الإعاقة محلياً وخليجياً وعربياً، كما أن مدرسة الجبيل المتوسّطة يوجد بها برنامج تربية خاصة «فكرية، ضعاف سمع» ونال استحساناً واهتماماً من إدارتها ومنسوبيها، وهي أولى المدارس بمحافظة الجبيل التي لها الريادة بتطبيق التجربة، يذكر أن محافظ محافظة الجبيل عبدالمحسن العطيشان أثنى على هذا العمل التوعوي وصرّح بأنه للمرة الأولى يُطبّق في المرحلة المتوسِّطة بالمحافظة. إنَّ تطبيق هذه الكيفية على مستوى خليجي وعربي تصبح مرجعاً مهماً لكل من يُريد تطبيق هذا المشروع التوعوي في أي مدرسة، إذ لم تكن حكراً على جانب فردي أو مؤسَّساتي خاص بل كانت وفق فريق عمل مخلُص من منسوبي إدارة التربية الخاصة، ومن إدارة النشاط الطلابي، ومن الإعلام التربوي، ومن مدارس وبرامج أخرى في الأحسَاء. الذي نقصده هو ما خرج به اللقاء الأول لمديري برامج ومعاهد التربية الخاصة ب «الشرقية» منذ إسبوعين في مدرسة الأمير سعود بن نايف بالدمام، الذي خرج بتوصيات مهمة ستُرفع للمدير العام للتربية والتعليم بالمنطقة الشرقية، وكانت التوصية الثانية هي التي نُعوّل عليها الكثير عند أخذها بعين الاعتبار، لاسيّما أنها حظيت باهتمام كبير من مدير إدارة التربية الخاصة والمشرفين. أما آن الأوان لتتبنى إدارة تعليم المنطقة الشرقية التنسيق مع إدارتي قسم التربية الخاصة والنشاط الطلاَّبي، وكما قال أحد الفلاسِفة: «إن أردت إنجاح أي عمل شكّل له فريق عمل»، نأمل أخذ هذه التوصية بعين الاعتبار، إذ ستكون لها نقلة نوعية مميزة داعمة لأنشطة التوعية والدمج التي تنص عليها القواعد التنظيمية في التربية الخاصة ومكملّة لمسيرة الروّاد السابقين في برامج الدمج في «مملكة ألإنسانية».