حذَّر نائب رئيس مجلس محافظة نينوى دلدار زيباري من استمرار اعمال استهداف المسيحيين في الموصل داعياً الى الحد منها فوراً، في وقت اكد مسؤول اللجنة الأمنية في المحافظة تشكيل وحدة عسكرية هدفها حماية المسيحيين والكنائس. وقال زيباري ل "الحياة" إن "استهداف اهلنا المسيحيين حالة سلبية لا بد من العمل الجاد للحد منها، وهذا أحد الأهداف الرئيسية للخطة الأمنية التي اعدتها قيادة عمليات نينوى لحماية الكنائس والعوائل المسيحية من اي اعتداء". واضاف أن "الأجهزة الأمنية والعسكرية تعمل على تحقيق هذا المسعى الذي يعتبر مسؤولية الحكومة المركزية بالأساس اذ إن قوات الأمن العاملة في محافظة نينوى ترجع اليها في القرار والمسؤولية". وتابع "تم اتخاذ اجراءات عدة منذ فترة لحماية الكنائس ودور العبادة من خلال التعاقد مع حراس لحمايتها وتخصيص مفارز أمنية وعسكرية حول الكنائس كما طلب رجال الدين المسيحيون، وأعربنا عن استعدادنا أن تكون هذه المفارز داخل الكنائس او لصيقة بها الا ان وجهاء المسيحيين فضلوا أن يتركوا مسافة بين الكنيسة وموقع المفرزة" وأضاف "نستطيع ان نؤكد أن الاجراءات اللازمة لحماية المسيحيين متخذة منذ فترة". من جهته، قال رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة نينوى عبد الرحيم الشمري في تصريح الى "الحياة" إن "مجلس المحافظة شكل وحدة خاصة يترأسها عميد في قيادة عمليات نينوى اختار نخبة من الجنود والعسكريين لضمهم تحت أمرته، لتكون مهماتهم حماية المسيحيين والكنائس من عمليات الاستهداف التي تطاولهم". وعن الجهات التي تقف وراء عمليات استهداف المسيحيين في الموصل، ذكر الشمري ان "الجهات التي تستفيد من هذه الاعمال والتي تريد كسب اصوات المسيحيين والايزيديين والشبك في الانتخابات، هي التي تقف وراء هذه الاعمال"، دون أن يبدي ايضاحات أكثر. وتصاعدت وتيرة استهداف مسيحيي الموصل خلال الشهرين الاخيرين حيث اغتيل مواطنان مسيحيان الاسبوع الماضي في الموصل على يد مسلحين، فيما أغتيل مواطن مسيحي آخر قبلها بأسبوع، وفجر مسلحون عبوة لاصقة بإحدى باصات نقل الطلبة المسيحيين الذين يدرسون في جامعة الموصل ما أدى الى جرح 15 طالبة وطالب، وتم تفكيك عبوة ثانية الصقت بباص آخر لكنها لم تنفجر بسبب نفاذ شحن جهاز الموبايل المربوط بها، وفي الرابع من كانون الثاني (يناير) الجاري انفجرت سيارة مفخخة في وسط سوق شعبي بناحية برطلة القريبة من الموصل ما أدى الى اصابة العشرات، فيما تعرضت كنيسة مار توما للسريان الارثوذكس في الموصل الى تفجير عنيف أدى الى الحاق اضرار بالغة ببناية الكنيسة والدور والشقق المجاورة لها. وبعد ساعات من اغتيال شاب مسيحي قبل يومين اختطفت طالبة جامعية مسيحية. وكانت حملة نزوح جماعية قد جرت في الأشهر الثلاث الأخيرة من عام 2008، شملت آلاف العائلات المسيحية بعد أن استهدف مسلحون كنائس ومواطنين مسيحيين بشكل كثيف.