شدد مساعد وزير الدفاع والطيران السعودي الأمير خالد بن سلطان على أن تحرير الأراضي السعودية من المتسللين المسلحين جاء نتيجة البطولات التي قدمها أفراد وضباط القوات المسلحة في المنطقة الجنوبية وقال مخاطباً رجال القطاعات العسكرية المرابطة على الحدود: «أحييكم وأشد على أيديكم فرداً فرداً باختلاف رتبكم وقد حققتم بكفاحكم وصمودكم ورجولتكم الحقة نصراً مبيناً على أعدائكم الذين أرادوا بكم الشر، وببلادكم الدخول في صراعات لا طائل منها، ولن تجر على منطقتنا الغالية سوى الدمار وعدم الاستقرار». وزاد: «لقد اندحر الشر، وزالت الغمة، وها أنتم في شريط حدود بلادكم مرابطون». وأكد الأمير خالد بن سلطان في مؤتمر صحافي حضرته وسائل إعلام عالمية وعربية ومحلية، عقب تفقّده القوات المسلحة المرابطة على الجبهة الجنوبية، أن المتسللين المسلحين لم ينسحبوا من الأراضي السعودية طوعاً كما أعلنوا، ولكن بسبب تصدي القوات المسلحة السعودية لهم وإرغامهم على ذلك، معلناً ثلاثة شروط لقبول المبادرة التي أطلقها زعيم التمرد عبدالملك الحوثي الاثنين الماضي، أولها: سحب القناصة الذين ما زالوا يتسللون عبر ثلاث مناطق حدودية، وثانيها: العودة إلى داخل الحدود اليمنية، وأن يتمركز الجيش اليمني داخل أراضيه على الحدود مع السعودية، وأخيراً إعادة الأسرى والمفقودين السعوديين الستة، داعياً القوات المسلحة المرابطة على الحدود الجنوبية إلى توخي الحذر، وشكك في نوايا المتسللين المسلحين، وذكر أنهم نقضوا في السابق عدداً من اتفاقات الهدنة والسلام التي عقدوها مع الجيش اليمني. وشدد المشرف العام على مسرح العمليات الأمير خالد بن سلطان على أن القتال الدائر في الجبهة الجنوبية على الشريط الحدودي مع اليمن «لم يتدخل فيه أحد»، وقال رداً على سؤال حول ما إذا كانت هناك قوات أميركية شاركت القوات السعودية في القتال: «عملية إخراج المتسللين من الأراضي السعودية لم يتدخل فيها أحد... أبداً... ولا حتى مستشارين... هي حرب بقيادة سعودية وتصميم سعودي»، وزاد: «الأرض مفتوحة» في إشارة إلى أن الصحافة المحلية والعالمية جالت اليوم في عدد من المواقع العسكرية في الجنوب. وأعلن مساعد وزير الدفاع والطيران أن عدد الأسرى لدى القوات المسلحة السعودية بلغ نحو 1500 أسير، وقال: «بينهم نحو 300 إلى 400 هم من المتسللين المسلحين، وهؤلاء يتم التحقيق معهم، ومتى انتهت المشكلة سيعودون إلى بلادهم عبر حكومة اليمن، أما الباقون فهم من المهربين، وهؤلاء يتم التعامل معهم من وزارة الداخلية»، مؤكداً أن هناك تنسيقاً دائماً بين الرياض وصنعاء. وحول الكيفية التي تتم فيها استعادة الأسرى السعوديين لدى المتسللين المسلحين، أكد الأمير خالد بن سلطان أن ذلك يتم عبر الحكومة اليمنية، لافتاً إلى أن التعامل مع الأسرى الموجودين لدى القوات المسلحة السعودية يتم وفق المواثيق الدولية وسيكون تسليمهم عبر الحكومة اليمنية، مشيراً إلى أن من بين الأسرى صوماليين واريتريين، لافتاً إلى أنهم ربما يكونوا من المرتزقة. وجدد مساعد وزير الدفاع والطيران معرفته بأماكن تدريب المتسللين ونوعيته، لافتاً إلى أن «الأسلحة التي عثرنا عليها (في مواقع المتسللين) لا يمكن أن يكون لديهم ذلك من أنفسهم»، وأضاف: «نعتقد أن هناك دعماً» للحوثيين. ورداً على سؤال حول سبب ارتفاع عدد الشهداء من القوات المسلحة السعودية في الأسابيع الأولى، لفت الأمير خالد إلى «أن السبب في ذلك هو اننا نخوض حرباً غير تقليدية، حرب عصابات، حرب جبلية، كما أن جنودنا في بداية الحرب يخوضون الحرب بدءاً من سفوح الجبال وصولاً إلى قمتها، فيما كان المتسللون يتمركزون في أعالي الجبال»، مشيراً إلى أن القوات المسلحة عملت بداية على استعادة المرتفعات التي سيطر عليها المتسللون. وفي بداية المؤتمر الصحافي، ألقى الأمير خالد بن سلطان كلمة حيّا فيها ضباط وأفراد القوات المسلحة في الجبهة الجنوبية، مطالباً إياهم بتوخي الحيطة والحذر، وقال: «عليكم توخّي الحذر كي لا تؤتى بلادكم من مواقعكم، لما أعرفه عنكم من بسالة وإقدام، وحرص على أدائكم لمسؤولياتكم بكل همة واقتدار». مساعد وزير الدفاع: الأسرى لدى قواتنا 1500 أسير