خيارٌ صعب هو ذلك الذي قبل به رئيس الهلال الحالي الأمير عبدالرحمن بن مساعد، ربما لأنه قبل رئاسة أكثر أندية السعودية جماهيرية، ولأنه يخوض التجربة للمرة الأولى، إلا أن الجميع اتفق على أنه استطاع أن يقود قافلة «نادي الإنجازات» إلى بر الأمان، بأقل الأضرار، وبأكبر المكاسب. هي شاعرية الشاعر المتألق التي جعلته يتحسس دربه بين عواصف الطريق، قبل أن تستقر النهاية في آخر الدوري، بطلاً لكأس ولي العهد، ووصيفاً للدوري بمرتبة «بطل»، ومتألقاً في دوري أبطال آسيا على رغم الصعوبات البالغة التي واجهها الفريق. بدأت أولى الصعوبات بالاختلاف الذي دب بين الجابر والبطي، فخرج ابن مساعد معترفاً بأنه «أخطأ» بوضع اثنين في الخانة «ذاتها»، مصححاً الخطأ، في وقت لا يزال فيه «بعض» رؤساء الأندية يستجدون «المستقيلين» ليواصلوا الازدواجية، ولتستمر الأخطاء. وتواصلت الصعوبات مع إقالة المدير الفني للفريق الروماني أولاريو كوزمين بعد أن ارتكب خطأ لا يغتفر أثناء تتويج فريقه بلقب كأس ولي العهد، فآثر أن يتولى المهمة السعودي عبداللطيف الحسيني على أن يأتي بمدرب جديد يؤثر على مسيرة الفريق في الدوري. على رغم كل هذه المصاعب، واصل الهلال انتصاراته في دوري المحترفين حتى حُسمت الأمور في المباراة الأخيرة أمام الاتحاد ليطير اللقب غرباً ناحية عروس البحر الأحمر. كل ذلك لم يثبط من عزيمة الأمير الشاعر، فبدأ بالبحث من الآن عن مدرب متمكن، وربما يكون المدرب المقبل للفريق «الأزرق» هو البلجيكي إيريك غيرتس الذي يقود دفة الأمور في فريق أولمبيك مرسيليا متصدر الدوري الفرنسي، والتي تفيد المصادر بأنه اتفق مع الإدارة الهلالية على فسخ عقده مع ناديه الحالي والتوقيع ل «الزعيم» في مقابل 4 ملايين يورو في السنة الواحدة، الأمر الذي قد يكون يسيراً على الأمير الشاعر إذا ما تأكد أن إحضار غيرتس سيكون بمثابة طوق النجاة للفريق الذي وصل بالكاد إلى مدينة «السعداء» بعد أن مر بعواصف هوجاء في رحلته الطويلة.