لندن، واشنطن - أ ف ب، رويترز - أكد وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي ان حكومته تنتظر من الاجتماع الدولي حول اليمن الذي استضافته لندن امس التزاماً بدعمها مادياً وأمنياً لمكافحة التشدد، وبدعمها سياسياً عبر التأكيد على وحدة البلاد واستقرارها. وقال القربي، في لقاء مع خبراء وإعلاميين في معهد شاتهام هاوس للدراسات مساء الثلثاء «ما نريد من هذا الاجتماع هو الالتزام. نريد إعلاناً من هذه المجموعة من الدول، وقد تنضم دول اخرى في المستقبل، يشمل التأكيد على الالتزام بمواجهة تحديات التنمية في اليمن». وذكر ان «جزءاً مهماً من ذلك هو تطبيق القائمة المصغرة من برنامج الإصلاح التي تعطيها الحكومة اولوية والتي تضم عشر نقاط». وقال القربي، الذي شارك في اجتماع لندن ضمن وفد رسمي يرأسه رئيس الوزراء علي مجور، ان النقطة الثانية مما تتوقعه صنعاء من الاجتماع هو التأكيد عى «بناء قدرات اليمن على محاربة التشدد». واعتبر ان ذلك «جزء من برنامج التنمية الا انه يضم وجها آخر يتعلق بالأمن اذ يتضمن بناء قدرات الوحدات اليمنية في مجال مكافحة الإرهاب». وشدد القربي قال ايضاً ان حكومته بحاجة الى دعم سياسي. وتواجه صنعاء تمرداً شرساً في شمال البلاد وحركة احتجاجية انفصالية واسعة النطاق في جنوب اليمن الذي كان دولة مستقلة قبل 1990. وقال القربي ان «النقطة الثالثة (من توقعات الحكومة) تتعلق بالوضع السياسي في اليمن وبالطريقة التي يتم تصوير الاجتماع في العالم العربي على انه اجتماع للتدخل في شؤون اليمن الداخلية وليس لمساعدة اليمن والعمل معه لمواجهات التحديات». وأضاف «بالتالي يجب ان يكون هناك إعلان واضح بأن الاجتماع هو لدعم وحدة اليمن واستقراره». من جهة ثانية ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» ان الرئيس باراك اوباما وافق على عمليات عسكرية مشتركة وأخرى في مجال الاستخبارات مع القوات اليمنية، بدأت قبل ستة اسابيع وأدت الى قتل ستة من زعماء القاعدة في المنطقة. وأضافت الصحيفة ان اوباما وافق على هجوم وقع في 24 كانون الأول (ديسمبر) على مجمع كان يعتقد ان مواطناً اميركياً وهو أنور العلاقي يلتقي فيه مع زعماء اقليميين ل «القاعدة». وأبلغ مسؤولون عسكريون الصحيفة ان هذا الشخص لم يكن هو الهدف ولم يُقتل لكنه أضيف بعد ذلك الى قائمة قصيرة من الأميركيين الذين من المقرر قتلهم او اعتقالهم في اطار عملية الجيش الأميركي السرية المعروفة باسم «القيادة المشتركة للعمليات الخاصة». وذكرت الصحيفة ان المستشارين الأميركيين لم يشاركوا في الغارات في اليمن لكنهم ساعدوا في التخطيط لمهمات وتطوير تكتيكات وتقديم اسلحة. وأشارت الى ان الولاياتالمتحدة تتقاسم ايضاً معلومات استخبارات حساسة للغاية مع القوات اليمنية من بينها عمليات مراقبة الكترونية ومصورة وخرائط ثلاثية الأبعاد لأراضٍ وتحليل لشبكة «القاعدة». ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قوله في شأن التعاون مع اليمن «اننا سعداء جداً للاتجاه السائد». في حين قال مسؤول يمني ان البلدين احتفظا «بتعاون ثابت في مكافحة القاعدة في شبه الجزيرة العربية لكن توجد قيود واضحة للتدخل الأميركي على الأرض. اقتسام المعلومات شيء أساسي في تنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب الناجحة التي أجريت في الآونة الأخيرة». وأضافت الصحيفة ان المستشارين الأميركيين يعملون في مركز شيد حديثاً للعمليات الخاصة كوسطاء بين القوات اليمنية وضباط الجيش والاستخبارات الاميركيين في الولاياتالمتحدة لجمع معلومات الاستخبارات وتحليلها. وأبلغ مسؤولون أميركيون «رويترز» ان قوات العمليات الخاصة الأميركية ووكالات الاستخبارات عملت عن كثب مع قوات مكافحة الإرهاب اليمنية لاستهداف زعماء «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية خلال الشهرين الماضيين. لكن المسؤولين امتنعوا عن تقديم تفاصيل في شأن التعاون الأميركي او القول ما اذا كان تم استخدام الطائرات او صواريخ كروز الأميركية. وقالوا «ان القوات الأميركية لم تشارك في شكل مباشر في العمليات». وفي دافوس أعرب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن دهشته لعدم دعوة الجامعة العربية الى المشاركة في اجتماع لندن الخاص باليمن. وأشار الى ان أهداف الاجتماع غير مفهومة للداعين والمدعوين والمستبعدين.