هل من سبيل؟ من «المنتن» أن يتوقف مقدار احترامنا في التعامل مع الآخرين على شروطٍ محددة، وفي ظُروفٍ خاصّة، فلا تتواجد الأخلاق إلا في حيّزٍ ضيّق يضم قائمة بشخصياتٍ معيّنة تُنتقى بحسب توافر مواصفاتٍ عالية خالية من الشوائب «بحسب ظنهم»! قد يُحقرونك ل «عرقك أو مكانتك الاجتماعيّة أو جنسك أو لون بشرتك»، فإن كنت حضرياً أو غامق البشرة أو من العمالة المستقدمة بمختلف جنسياتها، فأنت على الأرجحِ مستثنى، ربّما لأنك لا تملك الأهليّة بعد لتلقيك حُسن المعاملة، أو بالأحرى لوجود علاقة طردية بين تلك الشوائب وعوازل وصول الاحترام، فكلما زادت الأولى تزايدت الثانية، والعكس صحيح. يخبرني قريبٌ لي عن مراجعته لإحدى الإدارات الحُكوميّة لإنهاء بعض الإجراءات الخاصة به، ويصِفُ لي تعامل الضابط مع المُراجعين من العمالة الهندية والباكستانيّة خصّوصاً، والتّعدي عليهم بالكلمات البذيئةِ التّي تُشعر سامعها بأي شيء عدا أنهُ بشر! وكأنهم مستثنون من قوله «صلى الله عليه وسلم»: «خالق الناس بخلق حسن»، ربّما لأن نفسه المريضة تسوّل له أنهم ليسوا بناس، ورُبّما لأنّهم لا يرتدون بنجابياً من «دولتشي آند غابانا»! ولا يضعون عطراً من «جيفينشي»، كما عوّدنا المجتمع في نظرتِه السطحية، ليُصبح المظهر هو الانطباع الأول الذي يحدد حُسن تعامل الناس معك «كمّاً وكيفاً»، فمسكينٌ أنت إن لم تكُن تملك إحدى هذه المؤهلات على الأقل، وإن كنت كذلك فاستوصي «بالماركات» خيراً فهي أملك الأخير. وعلى كثرة هذه المواقف التي أصبحنا نشاهدها في أماكن مختلفة وليس فقط في الإدارات الحكومية بل في بيوتنا وأسواقنا وشوارعنا العامة، إلا أنها دخِيلةٌ علينا وعلى الأساس الذي ينظّم حياتنا وسلوكنا، وهي الشريعة الإسلاميّة التي كلما ابتعدنا عنها كُنا أبعد ما يكُون عن الحضارة والرّقي والتّطور. لقد بنى الرسول «صلى الله عليه وسلم» مجتمعاً متكاملاً مُتعاضِداً قبل 1400 عام، حينما قال «دعوها فإنها مُنتِنة»، فتكون ذاك المجتمع المبني على احترام إنسانية الإنسان أولاً قبل كُل شيء، ولأنه «صلى الله عليه وسلم» لم تكُن لديه هذه الازدواجية الأخلاقية القابعة في عُقولنا اليوم، فعامل العبد كالحر، والخادم كالسيد، واليهودي كالمسلم، وعلّمنا أسس التعامل لنتبع أثره، أما نحن إلى اليوم مازلنا في تخبّطِنا بين الجاهليّةِ والجاهليّة... فهل إلى «اتباع إسلامنا» من سبيل؟! هناء اليافعي - الرياض [email protected] اجتماع طارئ الجميع يرتعش، فطارئ تعني أن أمراً «سيئاً» قد حدث!... بدأ الاجتماع الطارئ بسحب الجوالات الشخصية والاستئذان بالاطلاع عليها ليبدأ الحديث بعدها بممنوع، ممنوع اصطحاب جوالات الكاميرا داخل الصروح التعليمية ومعاقبة من يتجاوز ذلك! وهذا بالضبط ما يحدث في أي مكان عام يخص النساء... في النوادي الرياضية والمشاغل والصالونات والأماكن الترفيهية وحفلات الأعراس والزواجات، إذ يُمنع اصطحاب جوالات الكاميرا، ليصبح المنزل هو المكان الوحيد لاستخدام جهاز مزود بكاميرا، ولعل هذا يذكرنا بأول ظهور للجوالات الكاميرا في المملكة وقرار كسر كاميرا الجهاز لمن يثبت حيازته لجهاز مصحوب بكاميرا حاول فيها أن يواكب العصر، ورحمة من الله تم إلغاء هذا القرار ولكن بعد أن «فقعت» أعين الكثير من الجوالات فأفقدتها الرؤية. تجتهد شركات تصنيع الجوالات لتطوير الاجهزة والإبداع في تقنيتها لتوفير رفاهية أكثر واستخدام اسهل للاستمتاع بالحياة واختصار المسافات، فالحياة ما خلقت إلا لنحياها... لا يخفى علينا أن أصعب لحظات حياتك أن تصافح بحرارة يداً قذرة! والحقد بين النساء يفوق كل تقدير. طلبت إحدى المعلمات من طالباتها حمل بطاطس بكيس صغير معهن طوال اليوم حتى وقت النوم، وبعد أيام تثاقلت الطالبات من حمل البطاطس ورائحة فسادها وشكين ذلك للمعلمة فأخبرتهن أن هذه البطاطس كالحقد تماماً في القلب، ثقيل ورائحته كريهة، إلا أن إحداهن أصرت على أن ترد الإساءة إلى من أساءت إليها بضعفها متناسية أن اقبح الأعذار اعتذار من أساء لأن فلاناً أساء قبله. إن القاعدة التي تسير عليها وزارة التربية والتعليم في اتخاذ القرارات هي «درء المفاسد على جلب المصالح»، ولأن الله وحده عليم بذات الصدور تم تعميم هذا القرار، لنتساءل بعدها هل العالم في فوضى عارمة؟! نحن بلد مسلم ونساؤنا فيهن خير كثير، ووجود شواذ في المجتمع لا يستدعي اتخاذ قرار إلزامي كهذا، ومادام قد وجد هذا القرار: فلا تنهِ عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم فالقرار تلتزم به المعلمات والإداريات إكراهاً، وتُعفى منه المشرفات والتربويات، فالقانون شعارات نجلس تحتها ونطالب من يبعد ملليمترات عن خط البداية بتطبيقها،أرى دائماً «عند محطات الوقود والمطارات لافتة مكتوباً عليها «ممنوع التدخين»، ويجلس تحت تلك اللوحة رجل يدخن متجاهلاً كل الوجود، ليورث كل من يشاهده وقاحة الخروج عن القانون بكسر كل القيود لينصب له تمثال الشجاعة ورمز القوة ويصبح القانون، بعض البنود نطالعها بكل جمود! فاطمة العبدالله - الخفجي[email protected]