مع رؤية صورة الحاجة أم علي (51 سنة)، بحجابها ونظراتها المهيبة، تطلب قبولها أو رفضها كصديقة على «الفايسبوك»، يصعد سؤال من ال social interview (المقابلة الاجتماعية) على الموقع نفسه، إلى الدماغ قبل الضغط على أحد مفتاحي accept (قبول) أو ignore (تجاهل). السؤال الذي يطرحه معدّو المقابلة الاجتماعية: «هل تحبّذ أن يصبح الأهل أعضاء في الفايسبوك؟». تتقاطع الصورة مع السؤال. ويترجح القرار بين قبول ورفض وتجاهل. لأم علي 25 صديقاً حتى ساعة طلبها الأخير، جميعهم أصدقاء مشتركون، ومن عائلة واحدة. تتردد السبابة قبل النقر على الخيار. ويتكرر الشعور نفسه قبل الإجابة عن سؤال المقابلة الاجتماعية، الذي يجيب أكثر المستجوبين عليه ب «طبعاً لا» أو «حتماً لا» أو «أبداً» أو «هل أنت (فايسبوك) مجنون؟ أكيد لا». تستمر عينا أم علي بالتحديق من خلف نظارتيها، ذكريات حلوة تمر ترجح كفّة قبولها كصديق. ولكن لا تلبث الكفة أن ترجح في مصلحة الرفض مع استعادة مواقفها من الملابس، والكلام والسهرات. وما الضرر من قبولها؟ هي حتماً لا تعرف كيف تتعاطى مع صفحتها، وبالتالي ابنتها هي التي تدير الدفة. فأم علي لا تقرأ الإنكليزية، ولا تُحسن الضرب على مفاتيح الكومبيوتر، ولا حتى البحث في الإنترنت للدخول إلى صفحتها على الموقع. وبالتالي، يمكن إضافتها إلى لائحة الأصدقاء بعد الاتفاق مع ابنتها، التي لن تتوانى عن التستر على ما لا تستسيغه أم علي. حل يبدو الأمثل، قبل النقر على خيار القبول، لمحة سريعة على الأصدقاء المشتركين، لمحة سريعة تقلب الموازين ويكسب خيار ال «تجاهل»، لمجرد أن ابنتها، التي فتحت لها حساب «الفايسبوك» بيديها، لم تظهر بين هؤلاء الأصدقاء.