بسرعة مذهلة وجدنا أنفسنا أمام عراك كروي سيقام الخميس المقبل، بين مصر والجزائر برسم بطولة أمم أفريقيا الدائرة في انغولا، والمباراة هذه المرة لن تقل عن المباراة السابقة التى أحدثت شرخاً في الجسد العربي المليء بالشروخ في الأصل، ويوم غدٍ سيكون اللقاء بعنوان مفروض (ثأرية) لمصر ام (أثبات جدارة) للجزائر، والأكيد او المتوقع انها ستقام المباراة بعيداً عن تأجيج الفتنة، كما حدث في موقعة السودان او قبلها في صراعات لم تكن مقبولة من الطرفين بأي حال من الأحوال، في غيبة الحد الأدنى من الشعور بالمسؤولية الأخلاقية أو حتى المهنية، فقد لعب المتعصبون والجهلاء دوراً مهماً في وصول المباراة الى هذا الحد من السفاهة، فالوقت القصير على موعد المباراة سيفوت على إعلام الإثارة في صنع أحداث كما فعل في المرة السابقة، عندما رصدنا قيام الإعلام باستنفار الجماهير لتتحول المباراة الى ما يشبه الحرب والملاسنات الكلامية حتى على النطاق الرسمي الرياضي في البلدين، المنتصر الوحيد فيها إعلام الإثارة المبتذلة ومن خلال مزايداتهم العبثية محاولة قطع اوصر الحميمة السائدة بين الشعبين. اليوم قد تعود القصة من جديد بعد ان هدأت الأمور الى الحد الذي يمكن ان يساعد على نسيان الموضع، والخشية قائمة من ان تكون نتيجة مباراة الغد القاصمة للعلاقة القائمة بين البلدين، علينا ألا نحوّل مباراة في كرة القدم الى هذا المنحى، ولا سيما أن هناك العديد من الإعلاميين المصريين والجزائريين قرب الحدث من المنتخبين، وهو ما يوجب مطالبتهم بضبط النفس من المسؤولين عن المنتخبين مهما كانت نتيجة المباراة التي لا بد من ان يكون احد طرفي النزاع فائزاً والآخر خاسراً، هذه قوانين اللعبة، وألا تتاح الفرصة امام المتعصبين والجهلاء، ويضيع معها صوت العقلاء الواعين، من خلال إفساح المجال لحال القابلية على التحريض والاستجابة السريعة لمن يترصد الفرص الواهية. إن الانصياع الى الإعلام المبتور ربما يحول المباراة الى ما لا تحمد عقباه، وتصل فيها حدة الاحتقان الى درجة الغليان الذي يصعب معه لملمة الأمور وتبقى المنافسات المصرية الجزائرية رياضياً كلما حان وقتها مزعجة وتمثل فضائح مجلجلة، تشعر المتابع بالأشمئزار، كما انها ستشكل نواة لتراجع الكرتين المصرية والجزائرية على الصعيد الإقليمي والعالمي، فلن يستطيع المنتخب المصري من الفوز بكأس الأمم الأفريقية التي هو الآن على قمتها، كما ان الكرة الجزائرية ستهبط الى القاع، ومن هنا يجب على العقلاء في البلدين تدارك الأمور المستقبلية، فما عسى ان يكسب المنتخب المصري من المباراة والعكس صحيح. إن ثمة أموراً أكبر من نتيجة المباراة او حتى الفوز بكأس البطولة، أشياء سترفع من درجة تألق المنتخبين في الاستحقات المقبلة، أنها مؤشرات خطيرة جداً ان تمت إعادة سيناريو المباراة السابقة ستدفع ثمنها الرياضة في البلدين. لدينا إحساس بأن المباراة ستخرج بروح رياضية ونبارك للمنتخب الفائز مع دعواتنا للمنتخب الخاسر بأن يتفوق في المباريات السابقة. [email protected]