واصلت الجماعات المسلحة هجماتها في بغداد بعدما غيّرت أهدافها وتكتيكاتها، واستهدفت في هجوم انتحاري بواسطة سيارة مفخخة مقر الادلة الجنائية في وسط بغداد، ما أدى الى تدميره بالكامل ووقوع نحو 20 قتيلاً وإصابة 80. وربطت مصادر أمنية نسف المقر بتحقيقات مهمة في شأن اعمال العنف والتفجيرات التي طاولت البلاد خلال الشهور الماضية، وتخوفت من طمس دراسات وأدلة واختفائها جُمعت عن اعمال العنف في العراق. وقال قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال راي اوديرنو بأن المهاجمين بدأوا باستخدام تكتيكات جديدة «خلاقة». وادى التفجير في هذا الهجوم النوعي الى انهيار المبنى بالكامل. وقال مصدر رفيع المستوى في وزارة الداخلية ل «الحياة» ان «استهداف المبنى كان مدروساً ومخططاُ له بعناية»، لافتاً الى ان «المئات من ملفات التحقيقات في شأن اعمال العنف التي جرت العام الماضي لا سيما التفجيرات الدامية التي طاولت العاصمة، تتم دراستها وبحثها في هذا المقر، بالاضافة الى التحقيقات في نشاطات المليليشيات والجماعات المسلحة التي كانت تقود اعمال عنف خلال عامي 2006 و 2007 «. واشار الى ان «استهداف هذا المقر يهدف الى وقف عمله في الكشف عن الجهات التي تقف وراء اعمال العنف». وشدد على ان «المشرفين على المقر استطاعوا اخيراً، وبعد اكتساب الخبرات اللازمة، من التوصل الى عدد من خيوط التفجيرات التي جرت في البلاد، خصوصاً التفجيرات الدامية التي حدثت في بغداد وراح ضحيتها المئات من القتلى والجرحى». وكانت قيادة عمليات بغداد عرضت اخيراً اعترافات عدد من الموقوفين المتهمين بتنفيذ تفجيرات واعمال قتل مذهبية خلال السنوات الماضية، بينهم أعضاء شبكات مسلحة مرتبطة بتنظيم «القاعدة». وترفع العمليات الانتحارية امس واول من امس، حين حاول انتحاريون شن هجمات على ثلاثة فنادق في بغداد، عدد القتلى في عمليات ارهابية منتقاة الى اكثر من 500 شخص منذ آب (اغسطس) الماضي. واعترف الجنرال اوديرنو بأن مهاجمي الفنادق الثلاثة في بغداد الاثنين استخدموا تكتيكات جديدة «خلاقة» كان جهاز الاستخبارات اُبلغ بها قبل شهر، مشيراً الى ان هجومين على الاقل تخللهما اطلاق نار على الحراس قبل ان يفجر الانتحاريون انفسهم. واوضح ان المهاجمين «يحاولون شن هجمات تحت غطاء اطلاق نار»، وعبر عن اعتقاده بوقوف «القاعدة» وراء هذه الهجمات. من جهة ثانية قال الجنرال راي اوديرنو للصحافيين ان قواته بدأت عمليات مشتركة في المناطق المتنازع عليها في الشمال من اجل تخفيف حدة التوتر بين الاكراد والعرب السنة. واضاف ان التمارين بدأت قبل ثلاثة اسابيع في محافظات كركوك ونينوى وديالى، مؤكدا ان القوة المشتركة الثلاثية المشكلة من الاميركيين والبشمركة والقوات العراقية، اقامت سبعين في المئة من نقاط التفتيش. واشار الى انه مع حلول 31 كانون الثاني (يناير) الجاري ستبدأ النقاط دوريات مشتركة. لكنه لم يحدد عدد الجنود الاميركيين المشاركين او موعد انتهاء هذه العمليات وما اذا كانت ستستمر حتى الانتخابات في الثامن من آذار (مارس) المقبل). وتابع اوديرنو ان «الغرض هو حماية السكان الذين باتوا اهدافا للقاعدة واخرين يحاولون استغلال الخلافات السياسية». ويسعى القادة الاكراد الى توسيع منطقة الحكم الذاتي التي تشمل ثلاث محافظات شمالية باتجاه مناطق يسكنها اكراد مثل بعض اجزاء محافظات كركوك وديالى ونينوى. ولم يكشف اوديرنو عن شروط تشكيل القوة الثلاثية لكنه كان اعلن سابقاً ان تمركز جنود اميركيين في القرى ضمن المناطق المتنازع عليها قد يتطلب استثناءات من الاتفاق الامني. في غضون ذلك، الغت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات المصادقة على 9 كيانات سياسية، بينها «الجبهة الوطنية للحوار الوطني» بزعامة النائب صالح المطلك، تطبيقاً لقرارات هيئة المساءلة والعدالة، فيما اعتبر رئيس البرلمان اياد السامرائي انه «ما زال بالامكان احتواء ازمة المستبعدين». واقر البرلمان العراقي امس، بعد جدل سياسي استمر شهوراً، موازنة عام 2010 المقدرة بنحو 78 بليون دولار وفيها عجز تقديري يصل الى 20 بليون دولار.