قللت الرئاسة من محاولة شخص رشق الرئيس عمر البشير بحذائه خلال مؤتمر أمس، وأكدت أن الشخص الذي اعتقلته السلطات كان يريد تسليم البشير رسالة يحملها فصدَّه طاقم الحراسة قبل أن يصل إلى المنصة التي كان البشير يجلس عليها. وقال صحافيون حضروا مؤتمر المجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي في الخرطوم أمس إن شخصاً في العقد الخامس من العمر خلع حذاءه وقذفه في اتجاه المنصة التي يجلس عليها البشير خلال أداء فرقة فنية عسكرية «السلام الوطني» لكن الحذاء لم يصل إلى المنصة. وانقض طاقم حراسة البشير على الشخص واقتادوه الى جهة غير معلومة وبدا هادئاً أثناء اقتياده، واستمر المؤتمر في أعماله. لكن المسؤول الصحافي في الرئاسة عماد سيد أحمد نفى ذلك في شدة وقال للصحافيين إن شخصاً كان يحمل «مظروفاً» في يده وكان حريصاً على أن يسلمه إلى البشير لكن رجال الأمن منعوه. وحجزت السلطات معدات التصوير الخاصة بالقنوات الفضائية والكاميرات التي يحملها الصحافيون وطلبت منهم الحضور بعد ساعات لتسلمها، ولما عادوا سُلّمت إليهم ولكن بلا أشرطة تسجيل الصور والذاكرات الرقمية. وجدد البشير خلال مخاطبته الملتقى تمسكه بالحوار مع شركائه في «الحركة الشعبية لتحرير السودان» للوفاء بما تبقى من استحقاقات الوحدة التي نص عليها اتفاق السلام «مخلفين وراء ظهورنا ظلال الحرب الى غير رجعة». ودعا إلى انشاء السدود والجسور والطرق البرية والمسالك النهرية والسكة الحديد لإزالة الحواجز النفسية بين شمال البلاد وجنوبها بما يجعل الوحدة الخيار الأوحد. وأضاف البشير أن بلاده مقبلة على مرحلة من التقدم الديموقراطي، واعتبر نزاهة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة مسؤولية مشتركة بين أحزاب الحكومة والمعارضة، لافتاً إلى أهمية الرقابة الذاتية على عمليتي الاقتراع وفرز الأصوات حتى تكون تجربة ديموقراطية رائدة. الى ذلك، اعتمدت مفوضية الانتخابات أمس ترشيح نائب الأمين العام ل «الحركة الشعبية لتحرير السودان» ياسر عرمان للرئاسة. واعتبر عرمان ترشيحه «الفرصة الأخيرة» للحفاظ على وحدة السودان، ودعا إلى تحرير أجهزة الدولة من سيطرة حزب واحد هو حزب المؤتمر الوطني الحاكم، وإلى «إرجاع الدولة السودانية لتصبح مملوكة لكافة الشعب السوداني». واعتبر أن المناخ السياسي الحالي في السودان «غير مشجع لا سياسياً ولا فنياً على إجراء انتخابات حرة ونزيهة»، مع استمرار «قوانين الكبت» التي قال إنها تُمكّن حزب المؤتمر الوطني من السيطرة على الانتخابات. وقال إن الحزب الحاكم «لا يريد أن يخوض معركة نظيفة» في انتخابات الرئاسة لأنه يلجأ «إلى كل الأساليب وترسانة الأكاذيب ويستثمرها في الكراهية عبر عدد من مؤسساته الصحفية وغيرها لتشويه صورة خصومه». واعتبر عرمان أن تقرير مصير الجنوب عبر الاستفتاء المقرر العام المقبل حسب اتفاق السلام حدث جلل وكبير، مؤكداً أنه إذا «غاب الجنوب فيمكن أن تغيب أجزاء أخرى من السودان». ورأى أن السودان لا يحتاج «وحدة قهرية لأنها قد ماتت وشبعت موتاً»، وأن المطلوب هو وحدة طوعية تقوم على أسس جديدة، مشيراً إلى أن ترشيحه يعطي حظوظاً كبيرة لمثل هذه الوحدة الطوعية، «وقد تكون هي الفرصة الأخيرة»، مشيراً إلى أن حل أزمة دارفور لن يتأتى إلا «بإعادة هيكلة الدولة السودانية والاستجابة للمطالب الصحيحة لشعب الإقليم». وقال الأمين العام ل «الحركة الشعبية» باقان أموم في مؤتمر صحافي أمس في الخرطوم إن حركته قررت التنسيق مع تحالف المعارضة في الانتخابات في مستوياتها المختلفة وعقدت معها لقاءات خلال اليومين الماضيين لهذا الغرض. وكانت تقارير ذكرت أن حزب المؤتمر الوطني ساوم «الحركة الشعبية» وطرح عليها سحب مرشحها للرئاسة في مقابل تركه الجنوب كاملاً لها لكن الحركة تحفظت عن ذلك. كما أعلن حزب الأمة أن زعيمه الصادق المهدي سيتوجه اليوم من مقر حزبه في أم درمان إلى مفوضية الانتخابات في موكب جماهيري لترشيح نفسه للرئاسة منافساً للرئيس البشير قبل عقد مؤتمر صحافي لإعلان مرشحي الحزب لانتخابات حكّام الولايات والبرلمان.