ثمة علاقة وثيقة، وعلى مر الزمن، بين زعماء كثر والزي العسكري. ولم يكن الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، الوحيد الذي ارتدى بزته العسكرية وذهب إلى الميدان ليدعم جنوده معنوياً، إذ سبقه إلى ذلك زعماء عبر التاريخ، بدءاً من الملوك الفراعنة ووصولاً إلى الرؤساء المصريين محمد نجيب وجمال عبدالناصر وأنور السادات وحسني مبارك، وغيرهم. ففي عصر قدماء المصريين، ارتدى الملك أحمس، الملقب ب«قاهر الهكسوس» بزته العسكرية وقاد العربة الحربية، بعد أن طوّر قدرات الجيش المصري، آنذاك، واهتم بالأسلحة وأدخل العجلات الحربية، ودرّب المواطنين حتى أصبحوا محاربين. https://www.youtube.com/watch?v=ukoWM3iM0QQ وشهدت مصر رؤساء آخرين عادوا إلى زيهم العسكري في فترات الحرب التي كانت تخوضها البلاد ضد أعدائها في الداخل أو الخارج. كما ارتداها بعضهم في ذكرى الانتصارات اعتزازاً بخلفيتهم العسكرية. وقد أطل الرئيس الأول لمصر بعد «ثورة يوليو 1952»، محمد نجيب، بلباسه العسكري الذي ظل يرتديه طيلة فترة حكمه القصيرة. ومن بعده، تمسك الزعيم جمال عبدالناصر ببزته العسكرية في المناسبات الرسمية، ثم ارتدى بزة (بدلة) مدنية من صنع مصر دعماً لمنتجات بلاده. وارتدى الرئيس أنور السادات البزة العسكرية أثناء زياراته الجنود على جبهة القتال، وأثناء قيادته حرب أكتوبر، وخلال إلقائه خطاب النصر في مجلس الشعب وتكريمه قادة القوات المسلحة... وكان يرتديها أيضاً لحظة اغتياله. ولم يتنازل الرئيس المخلوع حسني مبارك أيضاً عن البزة العسكرية خلال فترة توليه منصب نائب رئيس الجمهورية، في عهد سلفه السادات. وكان الرئيس المعزول محمد مرسي الوحيد الذي لم يرتد البزة العسكرية. وأما الرئيس السيسي، فظهر أخيراً بالزي العسكري، مكتوب عليه «الرئيس عبدالفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة»، تقديراً واحتراماً لدور القوات المسلحة في حربها ضد الإرهاب، واعتزازاً بخلفيته العسكرية. https://www.youtube.com/watch?v=KGIM4M08eco وتقليد ارتداء الزي العسكري يعتبره عادياً رؤساء عرب كثر، سواء أكانوا من خلفيات عسكرية أم مدنية. فقد ظهر كل من الرؤساء العراقي صدام حسين والسوري بشار الأسد والليبي معمر القذافي وغيرهم، خلال سنوات حكمهم، باللباس العسكري تأييداً واعتزازاً بالمؤسسة العسكرية. وأما الرئيس السيسي فقد أيّد مصريون كثر ارتداءه الزي العسكري. وفي لقاء تلفزيوني رد الفنان محمد فؤاد على مآخذ من تقبيله بزة الرئيس: «انا بُست (قبّلت) البزة اللي مات فيها أخويا، اللي مدفونة مع اخويا في سينا، وبوست البزة اللي ربنا قال عنها بزة خير أجناد الأرض». https://www.youtube.com/watch?v=77PjL2DX17U وغرّد خالد فودة: «وحشتنا البدلة العسكرية»، وأيدته إيناس قائلة: «إوعى يا سيسي تقلع البدلة العسكرية لحد ما مصر تتطهر من الشياطين وأعوانهم».