بور أو برنس، مونتريال - أ ف ب، رويترز - عقد في مونتريال أمس، اجتماع طارئ لتنسيق المساعدات الإنسانية لهايتي حيث بلغت حصيلة الزلزال الذي وقع في 12 الشهر الجاري، 150 ألف قتيل، كما أعلنت السلطات الهايتية أبدت مخاوفها من ان تكون مئتي الف جثة أخرى لا تزال مطمورة تحت الأنقاض. وانتقد غويدو برتولاسو كبير خبراء الكوارث في إيطاليا رد الفعل الأميركي تجاه زلزال هايتي، مهاجماً افتقار الولاياتالمتحدة للتنظيم واعتمادها على الجنود الذين لم يتدربوا على العمليات الإنسانية. ووصف برتولاسو الذي يرأس جهاز الحماية المدنية في إيطاليا ونال استحساناً دولياً لطريقة تعامله مع زلزال في إيطاليا في نيسان (ابريل) الماضي، وضع جهود الإنقاذ بأنه «مزر وكان يمكن أن يكون أكثر تنظيماً بكثير». وصرح برتولاسو الذي وصل إلى هايتي يوم الجمعة الماضي، بأن واشنطن «استعرضت قوتها» لكن ضباط الجيش الذين ينسقون خدمات الطوارئ لا صلة لهم بالجماعات الإنساينة في هايتي. وأعلن المعهد الأميركي للجيوفيزياء أن هزة ارتدادية بقوة 4.7 درجات ضربت هايتي مساء الأحد، بعد 12 يوماً على الزلزال المدمر وحدد مركزها على بعد حوالى ثلاثين كلم غرب بور او برانس على عمق لا يتجاوز 4.1 كلم. وفي مونتريال، عرضت «الدول الصديقة» لهايتي وفي طليعتها الولاياتالمتحدة وفرنسا واسبانيا والبرازيل بمشاركة الأممالمتحدة ومنظمة الدول الأميركية للوضع في الجزيرة وناقشت المسائل الأساسية المتعلقة بإعادة الإعمار تمهيداً لمؤتمر مقرر في آذار (مارس) المقبل. ودعت منظمة «أوكسفام» الإنسانية المشاركين في المؤتمر الطارئ حول هايتي في مونتريال الى التفاهم على شطب الديون الدولية لهذا البلد. وأبدت الحكومة الهايتية ارتياحها لتجاوب الأسرة الدولية لكنها شددت على ضرورة تنفيذ وعود المساعدات. ودافعت سيدة هايتي الأولى اليزابيث بريفال عن زوجها الرئيس رينيه بريفال في وجه الاتهامات التي وجهها اليه قسم من مواطنيه بالتقصير في إدارة الوضع بعد الزلزال. وعلى الصعيد الميداني، أوقف فريق المسعفين الفرنسيين عملية البحث عن ناجٍ محتمل بعدما أعلن رصد حركة تحت أنقاض مبنى في بور او برنس. وقال الكومندان صاموئيل برنيس من الدفاع المدني: «أوقفنا الورشة، الرادار لم يعد يلتقط شيئاً، عثرنا على جثة يتآكلها الدود ربما لذلك كانت تصدر حركة». وتمكن المسعفون السبت من انتشال شاب في الخامسة والعشرين من عمره يدعى ديزموند اكزانتوس من تحت الأنقاض في بور او برانس. وتم انتشال 133 شخصاً على قيد الحياة من تحت الأنقاض منذ الزلزال الذي أسفر عن أكثر من 194 الف جريح وشرد مليون شخص. وبدأت فرق البحث والإنقاذ التي أرسلتها دول عدة، بالمغادرة فيما باشرت الفرق التي أحضرت تجهيزات ثقيلة للحفر ورفع الركام، العمل على إزالة الحطام. وتزايدت عمليات النهب في العاصمة مع قيام الجرافات بإزالة أنقاض المتاجر المنهارة، وذلك أمام أنظار الشرطيين العاجزين. ووجه رئيس وزراء هايتي جان ماكس بيليريف نداء الى مواطنيه في المهجر، داعياً إياهم الى المشاركة بفاعلية في إعادة إعمار وطنهم الأم. وتواصل توزيع الحصص الغذائية والمياه وتأمين العناية الطبية والملاجئ. وتم إيواء حوالى 610 آلاف شخص في 500 مخيم فيما تجرى معالجة الجرحى في أكثر من ثلاثين مستشفى مجهزة لإجراء عمليات جراحية. وأفادت وزارة الداخلية الهايتية ان الزلزال هدم نصف منازل بور او برنس وجاكميل وليوغان، المدن الثلاث الأكثر تضرراً. وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة من مقرها في جنيف انها تحتاج الى 100 الف خيمة لإيواء نصف مليون مشرد ولو بصورة موقتة. وحذرت منظمات غير حكومية من اللجوء الى حلول مخالفة لإرادة السكان. واعلن رئيس بعثة الأممالمتحدة لإرساء الاستقرار في هايتي ادمون موليه ان ثمة حاجة هائلة الى الفرق والجنود والبنزين والآليات لنقل المساعدات الى السكان. وقال موليه لشبكة «سي ان ان» الأميركية: «أحتاج الى عاملين، أحتاج الى جنود، كما اننا بحاجة الى آليات وشاحنات» وبنزين لمساعدة المواطنين. وأثار إرسال قوات أميركية الى هايتي حيث وصل عديدها الأحد الى 20 الف عنصر، انتقادات بوليفيا ونيكاراغوا وفنزويلا كما انتقد الزعيم الكوبي فيدل كاسترو صمت الأممالمتحدة على هذا «الاحتلال» كما قال. ووصلت مجموعة من 24 طفلاً يتيماً من هايتي إلى كندا ليتم تبنيهم في البلاد. وأفادت هيئة الإذاعة الكندية أن 24 طفلاً تراوح أعمارهم بين 11 شهراً و8 سنوات وصلوا إلى كندا مساء الأحد. وقال وزير الهجرة الكندي جايسون كيني: «نحن مسرورون لأن هذه المجموعة الأولى وصلت إلى هنا بنجاح وسلامة، جميع الأطفال يبدون بصحة جيدة». وستتبنى عائلات من كيبيك 15 طفلاً، فيما سيتم تبني الآخرين في مناطق أخرى من البلاد.