تنطلق اليوم (الأحد) مباريات الدور ربع النهائي لكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المقامة في أنغولا حتى 31 الجاري، فتلتقي الجزائر مع كوت ديفوار، وأنغولا مع غانا، وتستكمل مباريات الدور ذاته غداً (الاثنين) فتلتقي مصر مع الكاميرون وزامبيا مع نيجيريا. سيكون ملعب شيمانديلا في مدينة كابيندا مسرحاً للمواجهة الصعبة التي تجمع كوت ديفوار أول المجموع الثانية مع الجزائر ثاني المجموعة الأولى. وتسعى الجزائر إلى بلوغ نصف النهائي لإضافة إنجاز جديد يضاف إلى تأهلها إلى كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010، بيد أن مستوى منتخب «محاربي الصحراء» في البطولة لم يكن على النحو المرجو لجماهيره، إذ سقط في المباراة الأولى أمام مالاوي صفر- 3، ثم انتفض وفاز على مالي 1-صفر قبل أن يتعادل مع أنغولا سلباً ويحجز تذكرة التأهل بعد أن رجحت كفته نتيجة المواجهة المباشرة مع مالي. وصاحب تأهل الجزائر جدل كبير واتهامات لها من مالي بالتواطؤ مع أنغولا من أجل إقصائها بيد أن الاتحاد الأفريقي (الكاف) رفض احتجاج مالي. ويعاني المنتخب الجزائري من كثرة الإصابات، فقد كشف المدير الفني رابح سعدان أنه من المرجح غياب حارس المرمى فوزي شاوشي عن مباراة اليوم أمام كوت ديفوار وصرح سعدان للإذاعة الجزائرية أول من أمس (الجمعة) قبل السفر إلى مدينة كابيندا بأن الجهاز الفني بصدد تجهيز الحارس الثالث محمد الأمين زماموش لإشراكه في المباراة في حال تأكد غياب شاوشي. ولم يشارك شاوشي في تدريبات الخميس الماضي سوى في 15 دقيقة بسبب معاناته من آلام في الظهر، واتهم سعدان مسؤولي وفاق سطيفالجزائري الذي يلعب له شاوشي بالتسبب في تفاقم إصابته بسبب إشراكه في المباريات وهو مصاب. في حين أكد سعدان أن المدافع عنتر يحيى أصبح جاهزاً بخلاف مراد مغني الذي قد يشارك مكانه عامر بوعزة، وأشار إلى أن مباراة كوت ديفوار بمثابة الاختبار الحقيقي قبل نهائيات كأس العالم 2010 . فيما قال مهاجم المنتخب الجزائري ونادي الخور القطري رفيق صايفي: «مهمتنا هي الدفاع عن سمعة الجزائر، وتشريف ثقة شعبنا، بعد أن تسرب إلى نفسية البعض منهم ضعفنا وعدم قدرتنا على تشريفهم، خصوصاً بعد لقاء مالاوي، ولكن اليوم ها نحن في الدور الثاني ونأمل أن نواصل مهمتنا بقوة وبشراسة لنصل إلى المربع الذهبي على أقل تقدير». وتتركز طموحات «محاربي الصحراء» بقيادة المدير الفني رابح سعدان على سعيه إلى تكرار عروضه القوية التي قدمها في عصره الذهبي خلال ثمانينات القرن الماضي مع محاولة إلى الوصول إلى المربع الذهبي. ويعتمد سعدان على مجموعة من اللاعبين الشباب وأصحاب الخبرة كما تجمع بين لاعبي الدوري الجزائري والمحترفين في بعض الأندية بالخارج مثل رفيق صايفي (الخور القطري) وكريم مطمور (بوروسيا مونشنجلادباغ الألماني) وكريم زياني (فولفسبورغ الألماني) مجيد بوقرة (رينجرز الاسكتلندي) ورفيق حليش (ناسوينال ماديرا البرتغالي) وعنتر يحيى (بوخوم الألماني) ونادر بلحاج (بورتسموث الإنكليزي) ويزيد منصوري (لوريان الفرنسي) وحسن يبدا (بورتسموث) وياسين بزاز (ستراسبورغ الفرنسي) ومراد مغني (لاتسيو الإيطالي) وجمال عبدون (نانت الفرنسي) وكمال غيلاس فتحي (هال سيتي الإنكليزي) وعامر بوعزة (بلاكبول الإنكليزي) ورفيق جبور (ايك اثينا اليوناني) وعبد القادر غزال (سيينا الإيطالي). من جانبه، يسعى منتخب كوت ديفوار إلى الزحف نحو المباراة النهائية وتعويض فقد آخر نسختين، إذ خسر بركلات الترجيح في نهائي 2006 ثم خرج من نصف النهائي بخسارة كبيرة 1-4 والهزيمتان أمام حامل اللقب المنتخب المصري، لذا فإنه لن يفوت الفرصة هذه المرة لبلوغ نصف النهائي على رغم أنه لم يخرج كل ما جعبته في الدور الأول ب « أنغولا 2010» إذ سقط في فخ التعادل السلبي مع منتخب بوركينا فاسو في الجولة الأولى ثم كشر عن أنيابه في الجولة الثانية وفاز على غانا 3-1. ومنذ نحو 10 أيام ومنتخب «الأفيال» في راحة نظراً إلى عدم خوض المباراة الثالثة في مجموعته بعد انسحاب توغو على إثر تعرض بعثتها للاعتداء بطلق ناري. وتقود كتيبة من المحترفين في أكبر أندية أوروبا منتخب كوت ديفوار فقد اختار المدير الفني وحيد خليلودزيتش أن يستمر بالتشكيل نفسها تقريباً الذي تأهل لنهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010 بقيادة مهاجم تشلسي الإنكليزي ديديه دروغبا وزميله في الفريق سالومون كالو، إضافة إلى مدافع مانشستر سيتي الإنكليزي كولو توريه ولاعب وسط اشبيلية الإسباني ديديه زوكورا ولاعب وسط برشلونة الإسباني يايا توريه، كما تضم القائمة مهاجم مارسيليا الفرنسي بكاري كونيه و مهاجم بورتسموث الإنكليزي أرونا ديندان. واللافت أن اثنين من المرشحين لجائزة أحسن لاعب بأفريقيا لعام 2009 وهما دروغبا ويايا توريه من العناصر الأساسية لمنتخب أفيال كوت ديفوار الذي يصنف في المركز 16 على مستوى العالم. ويعتمد مدرب كوت ديفوار كثيراً على التألق المستمر لهؤلاء النجوم بخاصة دروغبا الذي استعاد مستواه المعهود، وذاكرة التهديف في تشلسي بفضل المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي. وفي جعبة كوت ديفوار لقب 1992 في السنغال. المستضيف يخشى النجوم السوداء ويحتضن ملعب سيداد إينيفارسيتاريا في مدينة لواندا موقعة أنغولا مع غانا، وتحلم الدولة المنظمة بقيادة المدير الفني البرتغالي مانويل جوزيه بلوغ نصف النهائي، خصوصاً أنها شاركت في 4 دورات أعوام 1996 في جنوب أفريقيا و1998 ببوركينا فاسو و2006 بمصر و 2008 بغانا إلا أنها اعتادت أن تكون ضمن المغادرين بمجرد انقضاء مرحلة المجموعات، وهو ما يبرز تعطش الجيل الحالي لإضافة إنجاز جديد إلى إنجاز الظهور الأول في مونديال 2006. ولم تقدم أنغولا مستوى يؤهلها للمنافسة على اللقب، وقد يكون التأهل إلى المربع الذهبي منتهى طموحها، إذ تصدرت المجموعة الأولى ب5 نقاط بالفوز على مالاوي والتعادل مع مالي والجزائر،وأحيط تأهل أنغولا بلغط كبير بعد شبهة التواطؤ مع الجزائر لإخراج مالي. ويقود المنتخب الأنغولي المدرب البرتغالي مانويل جوزيه الذي حقق مع الأهلي المصري على مدى خمس سنوات بطولات محلية وقارية يصعب على أي ناد آخر تحقيقها في هذه الفترة القصيرة. ويعتمد جوزيه على مهاجم بلد الوليد الإسباني مانوشو ومهاجم الشباب السعودي أمادو فلافيو وجناح أيسر الأهلي المصري جيلبرتو، كما يعول على تفاهم فلافيو وجليبرتو اللذين كانا أهم أوراقه الرابحة مع الأهلي المصري، وهو ما كرره اللاعبان في لقاء مالي الافتتاحي للبطولة. ويأمل جوزيه استعادة التفاهم بين الثنائي في لقاء اليوم «عادلنا السجل السابق لأنغولا وهو التأهل لربع النهائي، لكننا جاهزون لأن نبذل أقصى جهد ممكن للوصول لنصف النهائي والنهائي والفوز بالبطولة». وكان الإنجاز الأكبر لمنتخب «الظبيان السوداء» هو التأهل لربع النهائي في النسخة الماضية 2008 بغانا قبل الخروج أمام مصر بالخسارة 2-1. وتابع الداهية البرتغالي: «نحن جاهزون لمواجهة غانا، وأتمنى أن يفوز الفريق الأفضل». وكان وصول أنغولا لنهائيات كأس العالم بألمانيا 2006 مفاجأة من العيار الثقيل في تاريخ الكرة الأفريقية، وقد خرجت من الدور الأول بعد أداء مشرف، إذ خسرت من البرتغال بهدف وتعادلت سلباً مع المكسيك وإيجاباً مع إيران بهدف لفلافيو. أما منتخب «النجوم السوداء» فإنه يدافع عن سمعة الكرة الغانية التي تحتل مكانة مرموقة ليس على الصعيد القاري بل على المستوى العالمي، وكان الفوز بمونديال الشباب الأخير في مصر آخر الإنجازات، وبعد سقوط مذل أمام كوت ديفوار 1-3 في الجولة الثانية فازت غانا على بوركينا فاسو 1-صفر في الجولة الثالثة لتحتل وصافة المجموعة الثانية وتبلغ ربع النهائي بعدما استراحت في الجولة إثر انسحاب توغو . وتملك غانا سجلاً حافلاً في البطولات الأفريقية، إذ توجت باللقب 4 مرات أعوام 1963 و 1965 و 1978 و 1982، واستضافت البطولة الماضية على أرضها وكانت على رأس الفرق المرشحة للفوز باللقب ولكنها خسرت من الكاميرون في نصف النهائي، وعوض أصحاب الأرض ذلك، واحتلوا المركز الثالث بالتغلب على كوت ديفوار. ويعتمد المدير الفني لغانا الصربي ميلوفان راجيفاتش على مجموعة نخبة من اللاعبين المحترفين في الخارج مثل لاعب إنتر ميلان الإيطالي و لاعب وسط بولونيا الإيطالي ستيفن أبياه وأشانتي كوتوكو الغاني المخضرم صامويل كوفور ويتميز منتخب غانا بالالتزام والانضباط الخططي.