تفاقمت الأزمة السياسية الناجمة عن «غياب» الرئيس النيجيري عمرو يارادوا عن بلاده منذ نحو شهرين، حيث توجه الى السعودية لتلقي العلاج من التهاب في غشاء القلب، من دون أن يفوض صلاحياته الرئاسية لنائبه جوناثان غودلاك. وفيما حاول حزب الشعب الحاكم الذي يتزعمه يارادوا استباق الامور بالاعلان (الخميس) أن الرئيس أخرج من مشفاه في جدة (غرب السعودية)، وأنه سيعود قريباً إلى نيجيريا، أمهلت المحكمة العليا في أبوجا الحكومة النيجيرية 14 يوماً لتقرر ما إذا كان الرئيس لائقاً طبياً للبقاء في رئاسة البلاد. وينص الدستور النيجيري على أن يعين الرئيس شخصاً ليكون رئيساً بالنيابة الى حين انتهاء فترة غيابه عن ممارسة صلاحياته. وكان يارادوا غادر أبوجا في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي الى السعودية حيث أدخل مستشفى في جدة، وأعلن مسؤولون أن الرئيس يعاني التهاباً في الغشاء المحيط بالقلب. ولم يدل يارادوا بأي تصريح منذ تنويمه في جدة. لكنه اضطر قبل اسبوعين الى الاتصال بالاذاعة العالمية لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ليبلغها بصوت ضعيف أنه يستجيب جيداً للعلاج وسيعود إلى بلاده بأسرع وقت ممكن. وجاء اتصاله ذاك إثر إشاعات ذكرت أنه أضحى فاقداً القدرة على الكلام، ولا يعرف المحيطين به. ويزيد مشكلة غياب يارادوا تعقيداً أن نائبه غودلاك مسيحي، ومع أنه يحق له دستورياً خلافة الرئيس إذا فقد أهليته للرئاسة، إلا أن مسلمي شمال نيجيريا لن يقبلوا بذهاب الرئاسة إلى مسيحي قبل سنتين من انتهاء ولاية يارادوا المسلم. وطبقاً للدستور فإن المسلمين والمسيحيين يتعاقبون على الرئاسة كل أربع سنوات.