يتوقف المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل في اسرائيل اليوم في محطة أخيرة في جولته الحالية التي يحاول خلالها تحريك المفاوضات، في وقت اعلنت السلطة الفلسطينية تمسكها بمواقفها من ضرورة وقف الاستيطان قبل استئناف المفاوضات، مشيرة الى وجود خلافات في وجهات النظر مع الادارة الاميركية. وكانت تصريحات الرئيس باراك اوباما في مقابلة اجرتها معه مجلة «تايم» الاميركية، ألقت بظلال قاتمة من التشاؤم على فرص تحقيق انفراج في عملية السلام، وذلك عندما قال انه بالغ في تقدير فرص السلام في الشرق الاوسط، وان ادارته ما كانت لترفع التوقعات الى هذه الدرجة لو انها توقعت الصعوبات السياسية على الجانبين. وجاء الموقف الذي اعلنته السلطة عقب لقاء ميتشل مع الرئيس محمود عباس ليزيد من أجواء التشاؤم، اذ تحدث كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات عن «خلاف في وجهات النظر بيننا وبين الادارة الاميركية في شأن استئناف المفاوضات». لكنه اعتبر ان الخلاف «لا يرقى الى درجة الازمة»، موضحاً ان «الجانب الاميركي يريد استئناف المفاوضات الآن ومن دون وقف تام للاستيطان». ولمح عريقات الى وجود ضغوط اميركية على السلطة وعباس لاستئناف المفاوضات، ونقل عن ميتشل قوله ان العودة الى طاولة المفاوضات أمر بالغ الاهمية اذا كان الفلسطينيون يريدون مساعدة واشنطن للتوصل الى معاهدة سلام تنهي الاحتلال الاسرائيلي وتقود الى انشاء دولة فلسطينية. رغم ذلك، قال عريقات ان ميتشل ابلغ عباس التزام اوباما التام الاستمرار في مساعي اقامة دولة فلسطينية مستقلة وتحقيق مبدأ الدولتين. وفي اسرائيل، قال وزير اسرائيلي كبير لصحيفة «هآرتس» ان فرص استئناف المفاوضات باتت ضئيلة، متوقعاً اخفاق جولة ميتشل في تحقيق اختراق. واضاف ان الاحتمالات التي يتم درسها هي ديبلوماسية الزيارات المكوكية على غرار تلك التي قام بها وزير الخارجية الاميركية السابق هنري كيسنجر في سبعينات القرن الماضي بين اسرائيل ومصر وسورية. كما نقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» عن مسؤولين اسرائيليين ان الادارة الاميركية ستضع عملية السلام في ادنى سلم اولوياتها. في هذه الاجواء، يقوم الرئيس الفلسطيني بعد غد بجولة اوروبية تشمل كلا من روسيا وبريطانيا والمانيا للبحث في جهود استئناف عملية السلام المتعثرة مع اسرائيل. واعلن الناطق باسمه نبيل ابو ردينة لوكالة «فرانس برس» ان عباس سيبحث مع الرئيس ديمتري مدفيديف والقيادة الروسية «الدور الروسي في دفع عملية السلام المتوقفة منذ مجيء الحكومة الاسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتانياهو»، كما سيطلب من روسيا «تدخلا فاعلا يعيد لعملية السلام حيويتها ويضمن قيامها على اسس متوازنة تؤدي الى نجاح المفاوضات المرتقبة» مشيرا الى ان روسيا «تتمتع بعلاقات مع الاطراف المعنية بالصراع في المنطقة، وهو ما يؤهلها للعب دور بارز في العملية السلمية». كما يتوجه عباس الى لندن وبرلين تباعا حيث يناقش مع رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون والمستشارة الألمانية انغيلا مركل «الجهود المبذولة لاستئناف عملية السلام المتعثرة بسبب التعنت الإسرائيلي، والشروط التي يضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام استئناف عملية السلام، وضرورة إسقاط هذه الشروط». وفي نيويورك (ا ف ب)، اعلن الناطق باسم الاممالمتحدة مارتن نيسيركي الجمعة ان اسرائيل دفعت 10.5 ملايين دولار تعويضات مقابل الاضرار التي تسببت بها لمواقع تابعة للمنظمة الدولية في قطاع غزة خلال الحرب التي شنتها على القطاع بين كانون الاول (ديسمبر) 2008 وكانون الثاني (يناير) 2009.