خلاف يؤخر تسليم الجثث ومباشرة الحادث بإطفائي واحد لقي شقيقان مصرعهما وأصيب ثلاثة آخرين في حريق اندلع فجر أمس بأحد المنازل في حي النخيل بجازان، وساهم أبناء الحي والجيران في إنقاذ باقي أفراد الأسرة بعد تأخر وصول فرق الدفاع المدني لمباشرة الحريق بالرغم من أن مركزه لا يبعد سوى نصف كيلو عن موقع الحادث. وفيما انتقد شهود عيان مباشرة الحادث برجل دفاع مدني واحد لم يستطع إخماد الحريق فضلا عن افتقار الفرق التي حضرت لاحقا للآليات المناسبة لإخماد النيران، أوضح الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني النقيب يحيى القحطاني أن غرفة العمليات بالدفاع المدني تلقت بلاغا عن الحريق في تمام الساعة 3:55 دقيقة من فجر الخميس، وعلى الفور انتقلت فرق الإطفاء والإسعاف والإنقاذ بالدفاع المدني للموقع، واتضح وجود حريق في منزل شعبي مكون من 4 غرف وصالة ومطبخ ودورتي مياه، وأسفر عن وفاة فتاة وشقيقها وإصابة ثلاثة أشخاص، وتم إخراج المتوفين والمصابين عن طريق الدفاع المدني ونقلوا إلى مستشفى جازان عن طريق الدفاع المدني والمواطنين، وتم إخماد الحريق وتسليم الموقع للشرطة لإكمال اللازم عن طريقهم لوجود الشبهة الجنائية في الحادثة. تبعات الحريق لم تقتصر على تأخر مباشرة الحادث بل تجاوزته لتأخر تسليم جثث الضحايا لدفنهم لوجود خلاف بين الدفاع المدني والشرطة حول مسؤولية إنهاء إجراءات التسليم للاشتباه بجنائية الحريق. وفي هذا الإطار قال حسين صديق (من أقارب الأسرة): «حين طالبنا بتسليم جثث الضحايا في مستشفى جازان العام انتظرنا طويلا ونحن في حالة نفسية يرثى لها، وبعد أن استفسرنا عن أسباب التأخير اتضح وجود خلاف بين الدفاع المدني والشرطة حول من ينهي إجراءات التسليم، وتبين أنهم مختلفين حول فيما إذا كانت الحادثة جنائية أم لا، وكان ذلك على حسابنا نحن ولم يقدروا وضعنا النفسي لأكثر من ساعتين». من جانبه، أوضح الناطق الإعلامي في الشؤون الصحية في منطقة جازان محمد الصميلي أن مستشفى جازان العام استقبل جثتين تعود لرجل وامرأة عن طريق الدفاع المدني، وتم إيداعها بثلاجة الموتى وتقديم الخدمات العلاجية للمصابين. وقال الناطق الإعلامي في شرطة منطقة جازان الرائد عبدالرحمن الزهراني: «تسلمت الشرطة القضية وجاري البحث للتأكد من جنائية الحادثة من عدمها». خزانات فارغة يقول أحمد الزيلعي (شاهد عيان): «لقد تأخرت فرق الدفاع المدني عن مباشرة الحريق في الوقت المناسب ما دفع أبناء الحي إلى المغامرة ومساعدة الأسرة المحتجزة داخل المنزل». وأضاف: «حضر أفراد الدفاع المدني متأخرين ولم يكن معهم مياه لإخماد الحريق، وحاول بعضهم استخدام أنابيب المياه الخاصة بالمنازل». وذكر أن أحد أفراد الدفاع المدني أرجع تأخر مباشرة الحريق إلى ضيق شوارع الحي، وعدم وصول الآليات بسهولة إلى الموقع. وأشار محمد مسكين (من سكان الحي) إلى أنه خاطر بحياته في وسط النيران لإخراج امرأة مسنة كانت تحاصرها ألسنة اللهب وكانت ستأتي عليها وهى لا تقوى على الحراك، فحملها وسط الأدخنة المنبعثة إلى الخارج. وقال: «كنت عابرا بالصدفة ذاهبا إلى منزلي، فشاهدت ألسنة اللهب تخرج من منزل جيراني فهرعت أنا وبعض شباب الحي إلى الداخل، وبعد عشر دقائق تقريبا شاهدنا رجال الدفاع المدني وساعدونا على إخراج من بقي في المنزل»، وأضاف: «كان الدخان كثيفا وشاهدت أحد رجال الدفاع المدني وقد سقط أرضا بعد أن اختنق حيث لم يحضر معه جهاز الأكسجين».