كلنا يعرف إن الإبدال في مادة الرياضيات هو مثلا (1+2)=(2+1) أو (2×3)=(3×2) وهكذا ولكن ليس هذا موضوعي وإنما موضوعي إبدال العمل الحلال الطيب بالعمل الباطل فمثلا تجد شابا سهر الليل وشقي النهار يلهث بحثا عن وظيفة يمؤن بها مستقبله وما إن وفقه الله وحصل على هذه الوظيفة وبدأ في الاستقرار وبدلاً من أن يكرس جهده في عمله ويحسن وضعه تضرب عنده (الفيوز) ويترك عمله الشريف الآمن الذي يكسب منه الرزق الحلال . أتدرون ما الذي دعاه إلى هذا التصرف ؟. استمعوا أيها الأخوة إجابة هذا السؤال الرجل ضربت عنده الفكرة أن يرجع إلى الوراء بمجرد أنه سمع أهل الثرثرة والإغراء فلقد أوحوا له بأن التهريب يدخل عليهم مبالغ طائلة وإن ما يتقاضاه من راتب لا يساوي شيئا بالنسبة لهم فتجد أخونا في الله ينطلق خلف هذه الإشاعات الضالة والباطلة فيترك عمله ويرجع ليأخذ له سيارة ولو بالتقسيط ويقوم بالتهريب بحثا عن المال الوفير وهو من هذا المنطلق قد وقع في عدة أمور آثمة ومحرمة منها : 1_ تجرده من القناعة التي هي كنز لا يفنى 2- الهروب من واجبه الوطني في وظيفته أين كان نوعها مدنية أو عسكرية 3- مخالفة القوانين والأنظمة المتبعة في الدولة 4- رضي بالكسب الحرام وكثرته بدلا من الكسب الحلال بقلته 5- استبدل الآمان والاطمئنان بالخوف والقلق والتهرب من الوقوع في يد العدالة التي تحارب مثل هذه الأعمال الباطلة 6-رضي خيانة وطنه والابتعاد عن حمايته 7- تحليه بالأنانية فلا يهمه أحد مادام يكسب وإن كان كسبه حرام 8- المكابرة والرد على من يناقش معه أو مع غيره ممن هم على شاكلته بأبشع الألفاظ أخواني الكرام هل عرفتم إجابة السؤال السابق ؟ فالواقع نعم من كان غيور على وطنه عرف الإجابة ومن كان عكس ذلك فلا شك أنه سوف يسخر من هذا الكلام . إنني هنا أسأل حتى متى تنزلق مثل هذه الشريحة من أبناء الوطن في هذه المتاهات الباطلة ؟ كما أسأل أين دور أبناء الوطن الصالحين والمثقفين من تثقيف من يسلك هذه الطريق ؟ وأين توعية أولياء الأمور ومشائخ القبائل لأبنائهم ؟ أعتقد بأن الحد من هذه الظاهرة ليست حكراً على رجال الأمن فحسب بل هي مسؤولية الجميع وأعتقد بل أجزم بأنه من المؤسف أن نقف موقف المتفرج دون أن نحرك ساكن فرجال الأمن مشكورين على مجهوداتهم وتضحياتهم من أجل الوطن ولكن يجب علينا الوقوف معهم يداً بيد بدون ازدواجية في العمل فكل مواطن عليه حق حماية الوطن كل واحد في مجاله وحسب قدرته أتباعا لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ((من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع بقلبه وهو اضعف الإيمان )) وفي الختام أسأل الله أن يحفظ علينا أمننا واستقرارنا ويصلح لنا أبنائنا وينير بالخير دروبنا .