وا إسلاماه يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( بدأ الإسلام غريباً ، وسيعود غريباً كما بدأ ، فطوبى للغرباء ) . في أول معركة عين جالوت الشهيرة انهزم جيش المسلمين أمام سيوف التتار وعندما رأى المظفّر سيف الدين قطز ذلك نزل عن فرسه وألقى بخوذته وجثا على ركبتيه وأطلق صرخته الشهيرة " وا إسلاماه " بعدها عاد فرسان المسلمون وحملوا على التتار حملةٌ شديدة لم تبقي ولم تذر أحداً من جيش التتار .. هذه الصرخة يرددها كل الشرفاء الآن ولكن ليس لخوفهم على الإسلام والمسلمين من ذلك العدو الذي يقاتلنا بأسلحته الفتّاكة .. عدونا هذه المرة لايمكن مجابهته بالسيف ..! عدونا هذه المرة خرج علينا من بين ظهرانينا ، وهم وربك عصابةٌ تدّعي الإصلاح وهي رأس الفساد .. عصابةٌ سيفها قلمٌ له رأس أفعىً لا تنفك تنفث سمها في كل فضيلة ..! عصابةٌ تنطوي تحت مسمى " الليبراليين " .. قوم قد غلبتهم حضارة الإفرنج فغدوا أسرى بريقها ، وعبّاد حقيقتها ..! مهزومون من الداخل هزيمةً جعلتهم يُسارعون فينا إلى عدونا ..! وإن ما يُدمي قلب المسلم الغيور هو أن هؤلاء يكادون يسيطرون على إعلامنا فلا تكاد تخلو أي صحيفةٍ من عمودٍ أو عمودين دون أن تحمل لنا سمومهم كل صباح نتجرعها مع قهوتنا ..! إنّي كلما تجرعتُ سُم أحد هؤلاء صرخت " وا إسلاماه " وهي صرخةٌ والله عظيمة ولكن صداها لا يتردد إلا في صدري .. أعداؤنا لهم مقدساتهم التي لا يقبلون أن يتطاول عليها أحد مهما كانت الأسباب .. فلا يقبلون منك طعناً في دينهم أو رموزهم .. نحن أيضاً لنا مقدساتنا التي هي أعظم من مقدساتهم ولكن منا من يطعن فيها صباح مساء .. بل وصل الأمر بالبعض أن سمح لنفسه بالتطاول على الذات الإلهية فتعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً .. كل يومٍ يتطاولون على الثوابت الشرعية والأخلاقية فيطعنون فيها ويأخذون منها ما يعجبهم ويردون ما لا يعجبهم وكأن الدين بالخيار فما وافق هوى نفوسهم قبلوه وما لم يوافقها تركوه ..! يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن الله يبغض كلَّ جَعْظَريٍّ جوَّاظ -أي: مختال متعاظم- سَخَّابٍ بالأسواق، جِيفة بالليل حِمَار بالنهار، عالمٍ بأمر الدنيا، جاهل بأمر الآخرة )) رواه ابن حبان في صحيحه. هم والله أشد خطراً على الإسلام والمسلمين من اليهود والنصارى لأنهم يبطنون غير الذي يظهرون فهم يتظاهرون بأنهم يريدون صلاح الأُمة ولكنهم هم المفسدون ..! يقول تعالى : (( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ{11} أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ )) يوم أن كان الفاطميون يحكمون مصر أفتى الشيخ النابلسي رحمه الله لطلابه بقوله : " من كان لديه عشرة أسهم فليرمي الفاطمية بتسعة ، وليرمي النصارى بواحد " فبلغ ذلك الحاكم بأمر الله فاستدعى النابلسي وقال له هل قلت : " من كان لديه عشرة أسهم فليرمي الفاطمية بواحد ، وليرمي النصارى بتسعة " فقال له النابلسي أخطأ الجاسوس بل قلت : " من كان لديه عشرة أسهم فليرمي الفاطمية بتسعة ، وليرمي النصارى بواحد " فطلب منه الحاكم بأمر الله أن يعتذر ولكنه رفض فعذّبه ونكل به حتى مات رحمه الله . والنابلسي لم يقل ما قال إلا لأنه كان يعلم شدة خطرهم على الإسلام والمسلمين .. قد لا نلوم هؤلاء الحمقى في تطاولهم وكذبهم وسعيهم لنشر الفساد لأن هذا هو ديدنهم وهذه هي أخلاقهم ولكننا نلوم كل شرفاء الأمة الذين تركوا لهم الساحة فلا نجد من يجابههم ويرد كيدهم في نحورهم إلا قلةً قليلة ..! وإن بقي الحال كما هو الآن فتعالوا نصرخ سوياً " وا إسلاماه " فربما حركت هذه الصرخة نفوس الشرفاء لمجابهتهم ورد كيدهم في نحورهم .. بقلم أ / يحيى عايل المالكي