مورينيو يفلت من عقاب "حادثة الأصبع" مهند محمد : ( البطوله ) أظهر ريال مدريد خلال مسابقة كأس السوبر الإسبانية لكرة القدم التي جمعته بغريمه التقليدي برشلونة، تقدماً ملحوظاً في الأداء مقارنة مع الموسم الماضي لكنه أظهر أيضاً أنه يعاني من مشكلة “فقدان الأعصاب” عندما يكون في مواجهة النادي الكاتالوني؛ وهذا ما تجلى بشكل واضح الأربعاء خلال لقاء الإياب الذي حسمه الأخير 32 (22 ذهاباً) وتوج باللقب, ويقول المنطق بضرورة أن يلعب المدرب في أي فريق دور الاتزان والتوعية، وبأن يكون مثال الروح الرياضية التي تدفع المرء إلى تقبل الخسارة كما يتقبل الفوز لأن ذلك يشكل فحو اللعبة، لكن هذا الأمر لا ينطبق بتاتاً على مدرب ريال مدريد البرتغالي جوزيه مورينيو الذي أظهر أمس بأن الخسارة أمام برشلونة تفقده رباطة جأشه وأعصابه، وقد تجلى ذلك في نهاية المباراة عندما انضم للاعبيه في “معركتهم” مع منافسيهم الكاتالونيين ووصل به الأمر إلى الاعتداء على مساعد مدرب الفريق الخصم. كانت مواجهتا مسابقة كأس السوبر رائعتين من الناحية الكروية على غرار المواجهات العديدة التي جمعت الطرفين الموسم الماضي (مرتين في الدوري ومرتين في دوري أبطال أوروبا ومرة في الكأس)، لكن النهاية لم تكن رياضية على الإطلاق ما أكد بأن ريال لا يعلم كيفية الهزيمة أمام غريمه الأزلي. وانطلقت شرارة المعركة في الوقت بدل الضائع من اللقاء عندما قام البرازيلي مارسيلو بتدخل قاس على شيسك فابريغاس الذي دخل في الدقائق الأخيرة مسجلاً بدايته مع النادي الكاتالوني بعد ساعات قليلة على انتقاله إليه من آرسنال الإنجليزي. وأظهرت الحركة التي قام بها مارسيلو الإحباط الذي يعاني منه لاعبو ريال في مواجهة برشلونة الذي كان أطاح بالنادي الملكي من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي إضافة إلى تفوقه عليه في الدوري. وتحولت أرضية الملعب بعد هذه الحركة التي تسببت بطرد اللاعب البرازيلي الذي على ما يبدو تأثر كثيراً بصيحات الاستهجان العنصرية التي قوبل بها قبل دقائق من قبل مشجعي برشلونة، إلى حلبة ملاكمة جماعية انتهت نتيجتها بانضمام الألماني مسعود أوزيل إلى زميله مارسيلو وحصوله على بطاقة حمراء، كما نال مهاجم برشلونة دافيد فيا المصير نفسه، فيما ظهر مورينيو بصورة الفتى اليافع الذي ينتحب عند الخسارة ويفقد أعصابه. والأسوأ من ذلك، إن المدرب البرتغالي لم يملك اللياقة والجرأة الكافيتين للاعتراف بالخطأ والاعتذار، بل إنه تعامل مع الموقف بطريقة ساخرة لحظة سؤاله عن اعتدائه على مساعد مدرب برشلونة تيتو فيلانوفا، مجيبا “من هو بيتو؟”، مضيفاً: لا أملك شيئاً أخفيه حول هذا الرجل بيتو فيلانوفا أو مهما كان اسمه، الكاميرات سجلت كل شيء. تعلمت من تربيتي على أن أكون رجلاً، وليس بأن أقع من أول نفحة هواء قادمة بالاتجاه المعاكس. وكان على مورينيو أن لا يطلب من أحد الاحتكام إلى الكاميرا لمعرفة ما حصل، لأن شريط المباراة يدينه تماماً كونه يظهر المدرب البرتغالي “يزرع” أصابعه في عين تيتو فيلانوفا. ولم ينته “استعراض” مورينيو عند هذا الحد، بل لجأ إلى اعتراض لا يليق بسمعة مدرب يشرف على فريق من طراز ريال مدريد، إذ إنه لم يكن راضياً على الفتيان الذين يلتقطون الكرات خارج الملعب لأنهم “اختفوا” خلال الشوط الثاني من اللقاء، مضيفا: “وهذا تصرف مشابه لتصرف الفرق الصغيرة عندما تكون في وضع صعب. هذا ليس بانتقاد، بل هذا ما حصل بالفعل”. يجب القول إن “المدرب المختار” لا يكون بأفضل حالاته عندما يتعلق الأمر ببرشلونة، وأبرز دليل على ذلك ما حصل الموسم الماضي أيضاً عندما أصدر الاتحاد الأوروبي عقوبة الإيقاق بحقه لثلاث مباريات نافذة وواحدة مع وقف التنفيذ مع غرامة مالية بقيمة 50 ألف يورو بسبب “تصريحاته غير المناسبة” عقب خسارة فريقه أمام غريمه التقليدي (صفر2) في ذهاب الدور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا. وأدلى مورينيو بتصريحات نارية عقب المباراة، مؤكداً أن الحكام ينحازون دائماً لمصلحة برشلونة, وقال: “لماذا يحصل دائماً الأمر ذاته في نصف النهائي (لمسابقة دوري أبطال أوروبا مع الفرق التي يشرف مورينيو على تدريبها)؟.. نحن بصدد الحديث عن فريق رائع (برشلونة). لا أعرف ما إذا كان الانحياز لأن الأمر يتعلق باليونيسيف (راعي برشلونة)، أو لسلطة السيد فيار (رئيس الاتحاد الإسباني) داخل الاتحاد الأوروبي. لا أعرف”.ولم يتوقف مورينيو عند هذا الحد، بل أضاف: “جوسيب غوارديولا مدرب رائع لكنه أحرز دوري أبطال أوروبا عام 2009 ولو كنت مكانه لخجلت لفوزي به بعد فضيحة ستامفورد بريدج (ضد تشلسي). وهذا العام إذا توج بها ستكون فضيحة برنابيو. أتمنى أن يفوز بها في يوم من الأيام بدون فضيحة”. ولا يبدو أن مدرب بورتو وتشلسي وإنتر ميلان سابقاً تعلم الدرس الأخلاقي مما حصل معه الموسم الماضي، وقد أظهر خلال الأعوام أنه من الأشخاص الذين يسعون خلف صفة “المشاغب” ويبقى الانتظار لمعرفة أين سيصل به الأمر، إذا نجح برشلونة في التفوق عليه مجدداً في الموسم الجديد الذي من المفترض أن ينطلق اعتباراً من يوم غدٍ السبت إلا في حال استمر إضراب رابطة لاعبي الدوري الإسباني. وكان الاتحاد الأسباني لكرة القدم قد قرر الاكتفاء بما ورد في تقرير الحكم، بشأن الأحداث التي شهدتها مباراة برشلونة وريال مدريد أول من أمس في إياب بطولة كأس السوبر المحلية. وقال المتحدث باسم الاتحاد خورخي كاريتيرو "ليس علينا أن نقيم ما حدث في الاتحاد، كانت مباراة ساخنة ومثيرة، ما عدا ذلك يتعلق بلجنة المسابقات". ولا يعتقد مسؤول الاتحاد بإمكانية تطبيق عقوبة خاصة بحق المدير الفني لريال مدريد، البرتغالي جوزيه مورينيو بعد أن خلا تقرير الحكم من اعتدائه على المدرب المساعد لبرشلونة تيتو فيلانوفا، الذي أدخل البرتغالي أصبعه في عينه. وكي يتم توقيع عقوبة على مورينيو، ينبغي على لجنة المسابقات الاعتماد على اللقطات التلفزيونية وهو ما لم تقم به من قبل.