أسدل الستار على منافسات الموسم الرئيسية الثلاث ( الدوري – كأس ولي العهد – كأس الملك ) والتي شهدت منافسة مثيرة وقوية جدا أظهرت عودة الكثير من الفرق السعودية وأفرزت ظهور فرق أخرى قابلة للتطور والمنافسة وكشفت الفئة التي تقاتل خلف الصفوف والجميل في الأمر أن البطولات الثلاث توّج بها ثلاث فرق وهذا يؤكد اتساع رقعة المنافسة ويعطي مؤشرا إيجابيا بأن كرة القدم السعودي تسير في الطريق الصحيح رغم كثرة وتعدد العراقيل التي تعترضها . فريق الشباب الذي طار ببطولة الدوري قدم خلال المسابقة المذكورة مستويات قوية وخاض نجومه المباريات بروح عالية وفق استراتيجية فنية وإدارية مدروسة ولم يقبل الليث أي خسارة في المسابقة مما يؤكد جدارته ببطولتها . أما الهلال فقدم مهر بطولة كأس سمو ولي العهد بأن أبعد من طريقه الاتحاد والنصر قبل أن يقصي الشعلة ويكسب الاتفاق في النهائي وكانت عروض الهلال في المسابقة تختلف في الشكل والمضمون عنها في المسابقات الأخرى لذلك استحق البطولة التي سجل بها أولوية . أما الأهلي فقد خرج هذا الموسم بثوب جديد وكان الراقي قد ارتدى هذه الحلة في مراحل الموسم الماضي الأخيرة واستمر عليها فحقق الكأس الغالية بكل جدارة واستحقاق . وقد تأكد مشاركة الثلاثي في دوري أبطال آسيا إلى جانب الاتفاق الذي سيدخل الملحق للمرة الثانية ولكن قبل ذلك نتمنى له أن يحصد كأس الاتحاد الآسيوي . وقد كانت فرق الاتحاد والنصر والفتح من أبرز مفاجآت الدوري فالأول كان بعيدا عن المنافسة في البطولات الثلاث والثاني دخل في آخر المشوار منافسا قويا على كأس الأبطال والثالث حقق مركزا متقدما في الدوري ( السادس بفارق الأهداف ) عن الاتحاد الخامس وحصد برونزية الأبطال وقد يكون سفيرنا مع الاتحاد في بطولة أبطال الخليج إذا ما عادت المشاركة السعودية في تلك البطولة الإقليمية المهمة . إن أكبر الخاسرين في منافسات هذا الموسم فريق القادسية الذي تلاعبت به الأقدار وتعرض للكثير من المآسي من أبنائه وأفضل الرابحين من هذه الفرق فهو فريق هجر هذا الفريق المكافح الذي تجاوز الصعاب وتحدى العراقيل ونجح في البقاء مع المشاهير واستحق فريق الأنصار الهبوط لعدم امتلاكه ثقافة المشاركة في دوري قوي ومثير . وفي كلمات قصيرة أقول: إن معاناة الأهلي في حالة الشتات الذهني والشباب عانى من حالة الاكتفاء بالدوري والهلال مشكلته في عدم استقرار وثبات مستويات لاعبيه والنصر يعاني من الانقسامات الشرفية وتلك هي مشكلة القادسية أما الاتفاق فيعاني من عدم وجود الشريك الاستراتيجي . والاتحاد يعاني كثيرا من زعزعة إدارية شاملة والاعتماد على النجم الواحد . قبل الوداع .. وصول ممثلينا الثلاثة ( الهلال والأهلي والاتحاد ثم الاتفاق للدور ربع النهائي في بطولتي دوري الأبطال وكأس الاتحاد الآسيوي أعطتنا مؤشرا لقوة الفرق السعودية ومكانة الكرة السعودية لكنها لم ولن تعطي صناع القرار في الاتحاد الآسيوي أي مؤشر لإعادة الحق المسلوب والمتمثل في نصف المقعد الذي منح لدول أخرى ربما لو شاركت فرقها في دوري الدرجة الأولى السعودي لتبوأت مراكز في قاع أو منتصف الترتيب . خاطرة الوداع .. لا أعرف كيف أقدم لك الشكر أتمنى لك عمرا مديدا وحياة سعيدة .