4 أهداف فقط في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014، كانت فقط حصيلة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، من بينها 3 أهداف في تايلاند، ومنها هدف من ركلة جزاء أمام المنتخب الأسترالي.تلك المحصلة دونما أدنى شك، تكشف واقع تدهور مستوى المهاجم السعودي، وغياب العملة المربحة والأهم، وهو (المهاجم الهداف).و لم يكن ذلك سوى بتراجع مستوي المهاجم السعودي، وليس أدل من ذلك الوضع الفني ل (القناص) ياسر القحطاني و(الذابح) سعد الحارثي و(ربينهو العرب) مالك معاذ، وغير بعيد عنهم (الصقر) نايف هزازي و(الزلزال) ناصر الشمراني، برغم أن الأخيرين هما المهاجمين الأساسيين في الآونة الأخيرة لهجوم الأخضر. ولم يكن الأمر متوقفاً عند هؤلاء، بل بات تراجع المهاجم السعودي وغيابه عن التهديف ظاهرة على مستوى جميع الأندية، تكاد تشهدها وتشتكي منها أندية دوري زين والأولى والثانية وحتى الثالثة.كل ذلك له أسباب جمة، بيد أن الواضح في كثير من أندية قمة زين، كسبب رئيسي لذلك التراجع، هو اعتماد الأندية على المهاجم الأجنبي، وهو واقع أصبح أمام العيان بشكل جلي، كما الحال بالنسبة للهلال الذي لديه مهاجمان أجنبيان وهما المغربي يوسف العربي والكوري بيونج، والأهلي الذي لديه مهاجمان أجنبيان أيضاً هما البرازيلي فيكتور سيموس و العماني عماد الحوسني في الأهلي .وفضلاً عن ذلك، لا يكاد ناد يخلو من وجود مهاجم أجنبي، لاسيما في أندية القمة، كما هو الحال في الاتحاد بوجود عبد الملك زياييه والاتفاق بالأرجنتيني سبيستيان تيجالي والقادسية حاج بوقاش , وكذلك أندية نجران دوسان دوكك, التعاون ميجين ميملي, الرائد ديبا ألونجا, الفتح دوريس سالمو.وبلا شك أن الأسباب لا تتوقف عند وجود المهاجمين الأجانب بكثرة، ولكنها تتصدر السلبيات التي أضرت بالمهاجم السعودي، لاسيما وهذا المركز بالتحديد يتطلب لاعبا يجيد حاسة التهديف والتي لا تأتي سوى بتواصل المباريات ومشاركته فيها، على عكس الغياب الذي يعاني منه، بسبب المهاجم الأجنبي.وإضافة لذلك، المهاجمين لدينا يعيشون واقع اللاعبين السعوديين بصفة عامة، بعدم قدرتهم على المحافظة على مستوياتهم، وتذبذبها، حتى إن اللاعب ما أن يظهر بشكل يلفت الانتباه، حتى يخبو نجمه، متأثراً بالإعلام والجماهيرية، لاسيما وكثير من اللاعبين السعوديين يفتقدون الثقافة الكروية التي تمكنهم من المحافظة على مستوياتهم وتقديم أداء ثابت،فضلاً عن غياب التأسيس عند أكثرهم منذ النشء.كل ما سبق لا يكفي لدراسة الظاهرة، فهي تستحق الوقوف والدراسة والمعالجة، من قبل القائمين على الكرة السعودية، والفنيين، خصوصاً أن تأثيراتها ستكون قوية.