هناك من كتب في مقالات صحفية وظهر في تحليلات وحوارات تلفزيونية، منتقدا الفرحة الغامرة التي جاءت عقب الفوز الذي حققه المنتخب السعودي على المنتخب التايلاندي، ونزول رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير نواف بن فيصل، وذلك من منظور أن مظهر الفرح كان مبالغاً فيه، وإن النزول إلى أرض الملعب مخالف للتعليمات الصادرة من فيفا التي يشدد الاتحاد السعودي لكرة القدم على ضرورة التزام الأندية والأعلام الرياضي بها، وهي آراء رغم ما تحتويه في مضمونها من لهجة تلعب على وتر الأنظمة ومحاولة (التذكير) بها إلا أنها تجاوزت اللياقة الأدبية في أسلوب الطرح إلى جانب عدم مراعاتها للظرف الزمني والنواحي(النفسية) المرتبطة به، وبفوز جاء عقب فترة طويلة من الإخفاقات، وروح (شبابية) جاءت تلقائية لتطرد في ذلك المساء الجميل (ضغوطاً) لايحس بها إلا من اكتوى بنارها الساخنة.. أحسب ان هذه الروح الشبابية (غابت) عن قلة قليلة من إعلاميين فقدوا تلك الروح بحكم عامل (السن) أسأل الله لهم (حسن الختام) . حينما نرى نواف بن فيصل (الأمير) لايستطيع حبس مشاعر تولدت في لحظة انتصار وطن وعودة الثقة للأخضر و(أمل) كبير في نجومها، فلابد لنا كإعلام مسؤول نقدر هذه المواقف بما فيها من حماسة وطنية وتواضع جم لعلاقة شاهدناها (طبيعية) بدون أي (تكلف) وحركات (مصطنعة) عبرت عن لحظات صادقة كلفتة كريمة.. أراد المسؤول الأول عن الحركة الرياضية في بلادنا تعزيز اللحمة الوطنية من خلال (مشاركة) اللاعبين فرحتهم بذلك الفوز وذلك المستوى الفني وتقدير جهدهم وعطائهم، ليؤكد لهم مدى قربه منهم وحرصه على التواجد بينهم في أرضية الملعب ل(يحتفي) بهم أمام الجماهير ويحتفل أيضا بالجماهير التي ساندت المنتخب، وكم كانت لقطة معبرة وأنا أشاهد أميرنا الشاب يؤشر بأصابع يديه لبعض جمهور مازال في المدرجات متواجداً يطلب بمنتهى العفوية الحضور لمباراة الأمس، وكانت حركات شفتيه لمن تابعها تقول لهم (أشوفكم هنا يوم الثلاثاء) . قمة التلاحم الوطني والتواضع والتقدير لمسناها في أخلاقيات (أمير) ليس هو بذلك الذي يتجاهل النظام ويكسره لجاهه، إنما نزل إلى أرضية الملعب لأن الموقف فرض عليه ذلك في مظهر(حضاري) مقدما صورة نموذجية لشخصية (قيادية) اختارت الوقت المناسب والمكان المناسب لتحفيز اللاعبين وتشجيعهم لمواصلة إبداعاتهم الكروية والانتصارات التي أدخلت البهجة والسرور قي قلبه وقلوب الملايين من الشعب السعودي، ويخاطب بعينيه الجماهير وكأنه فرد منهم وحال لسانه يقول لهم ألف ألف مبروك لكم ولي وللوطن وبعون الله تستمر هذه الأفراح بمنتخب تفتخرون به ويفتخر بكم. للأسف الشديد عجز أولئك المنظرون المنتقدون فهم روح (الشباب) التي تمثلت في سلوكيات أمير الرياضة والشباب، لأنهم بمنتهى الصراحة مع تقدم أعمارهم أصبحت أفكارهم عقيمة، وأرواحهم يكسوها (عجز) السنين الذي حرمهم قيمة الإحساس بمشاعر الشباب، ونظرات لشمس مشرقة بالأمل الوضاح وليست شمس الغروب وليل أسود يعانق أفقه الضيق، ورؤية اختنقت مع مشاعر (باردة) وعقول يائسة وقلوب (شاخت) فمات الإحساس عندها.. نعم (مات).