هناك حالات معينة تحدث أحيانا في مباريات كرة القدم تكون مثيرة وغالبا ما يواكبها نوع من الجدل الواسع ... كالكرة التي يتم إخراجها من قبل لاعبي الفريق المدافع بسرعة من داخل المرمى مما يصعب معه تحديد اجتيازها خط المرمى من عدمه، وأيضا المخالفات التي تحدث بالقرب من خطوط منطقة الجزاء والتي كذلك يصعب فيها تحديد المخالفة.. أي هل هي داخل أم خارج منطقة الجزاء؟ حقيقة القرار في مثل هذه الحالات الصعبة يحتاج إلى متابعة دقيقة وتركيز عال من الحكام (وخاصة الحكام المساعدين).. لإعطاء القرار الصحيح حيالها. فالأخطاء التي تحدث من الحكام في مثل هذه الحالات نجد أنها (في الأساس) مرتبطة ببعض الأمور من أبرزها: ضعف النظر وعدم الرؤية الجيدة للكرة. أو بسبب تدني مستوى القدرات الذهنية التي لها علاقة بإدراك الموقف وإصدار القرار السريع وعدم التردد. أو بسبب ضعف المتابعة وعدم الوقوف في المكان الذي يساعد على اتخاذ القرار الصحيح. عموما إصدار القرار في هذه المواقف حقيقة يحتاج إلى حكام يتمتعون بسلامة النظر ويمتلكون قدرات عقلية وذهنية عالية، هذه الأشياء هي في الواقع ما ينقص أغلب الحكام الموجودين الآن.. ليس لدينا فقط بل على المستوى العالمي. ظهور الحكام بصورة أفضل وتحقيقهم أعلى مستوى من النجاح في اتخاذ القرار الصحيح لهذه الحالات ... يتطلب أداء نوعية من التدريبات الخاصة بالتركيز التي تمكن الحكام من الأداء بمهارة وكفاءة عالية، لذلك عليهم إعادة صياغة التدريبات الحالية التي معظمها يركز على تنمية اللياقة البدنية فقط، بحيث تشمل كل الجوانب التي لها علاقة بأدائهم أثناء المباراة، من تدريبات للتركيز والاتصال والإدراك البصري وغيرها. حقيقة القرار التحكيمي الخاص باجتياز الكرة خط المرمى في هذا الوقت الذي تطورت فيه مباريات كرة القدم وزادت سرعة اللعب وسرعة الكرة فيها... أصبح من أصعب الأمور التي يواجهها الحكام أثناء المباراة، وهذا ما دعا فيفا إلى التفكير في استخدام الوسائل والتقنيات الحديثة. لذلك علينا أن لانقسو على الحكام، وخاصة عندما يخفقون في إعطاء القرار الصحيح في مثل هذه المواقف الصعبة، التي نجد أن القرار فيها (فوق حدودهم) لاسيما وأنه يحتاج إلى إمكانات فوق حدود إمكاناتهم البشرية.