يعلم الله ونحن في هذا الشهر الكريم.. أنني لست من الذين يبحثون عن مجد شخصي أو انتصار على طريق آخر أو الدخول في تحد من أجل سمعة الوطن.. وفي المقابل أرفض أن يزايد أحد على وطنيتي من أجل تصفية حسابات أو من أجل ادعاء بطولة مزيفة تحت عباءة الوطنية. الجميع يعرف أن لي آراء خاصة في المدرب الوطني المجتهد الأخ خالد القروني ومعه عمر باخشوين وقبلهما الأخ ناصر الجوهر،غضب منها من غضب ومنهم من علق لي حبل المشنقة، قلت لانبالغ في الإطراء على المدرب الوطني وخاصة إذا كانت المشاركات على مستوى بطولات عالمية بحجم كأس العالم، المدرب الوطني يصلح لبطولات خليج أو عربية أو تصفيات قارية، لأن التدريب عمل لاجنسية له. أغرب ما في الموضوع أن الذين هاجموني إما عاطلو صحافة.. أوعاطلو تدريب من الذين يثرثرون في الفضائيات. أحب خالد القروني كمدرب مواطن ولكن الوطن أهم من الوطني. في كأس العالم للشباب تحت 20سنة في كولمبيا، وبعد الفوز على كرواتيا وعلى المتواضعة جواتيمالا التي هزمت كرواتيا، سقطنا بعدها في أول اختبار حقيقي أمام نيجيريا والتي لو فزنا عليها لابتعدنا عن مواجهة البرازيل على الأقل، لكن القروني يبدو أنه (ركب الموجة) وأخذته نشوة التأهل وخانته خبرته عندما أطلق تصريحه الناري بعد الخسارة أمام نيجيريا بأنه جاء من أجل الفوز بكأس العالم أوعلى الأقل اللعب على النهائي، وحمل لاعبيه فوق طاقتهم البدنية والنفسية. هل يعقل فنياً أن نفتح اللعب مع البرازيل بهذه الطريقة والبرازيل هي التي تلعب على المرتدات، وجاءت الخسارة بثلاثة أهداف وكادت أن تكون تاريخية لولا براعة الحارس السعودي السديري. ولايوجد عذر أمام القروني فقد سبق أن قابل البرازيل ودياً قبل البطولة وهي نفس البرازيل التي تعادلت مع مصر. لا أقلل من اجتهاد القروني ولايلام المرء بعد اجتهاده، ولكن يجب أن نتعامل مع الأمور بالمنطق والواقع، وأن نحكم العقل قبل العاطفة.. وليصمت كل من يشكك في آراء خالد قاضي وعلى رأسهم (سعود الصرامي) الذي أعتقد أنه محظوظ معي هذه المرة لأنني أكتب هذه السطور وأنا صائم.